للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ».

(٠٠٠) حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ عَبْدٌ: أَخْبَرَنَا، وَقَالَ ابْنُ رَافِعٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِي غَيْرِهِ مِنَ الْمَسَاجِدِ إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ».

(٠٠٠) حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا الزُّبَيْدِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ الْأَغَرِّ مَوْلَى الْجُهَنِيِّينَ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُمَا سَمِعَا أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: «صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَسَاجِدِ، إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخِرُ الْأَنْبِيَاءِ، وَإِنَّ مَسْجِدَهُ آخِرُ الْمَسَاجِدِ». قَالَ أَبُو سَلَمَةَ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ: لَمْ نَشُكَّ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يَقُولُ عَنْ حَدِيثِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَنَعَنَا ذَلِكَ أَنْ نَسْتَثْبِتَ أَبَا هُرَيْرَةَ عَنْ ذَلِكَ الْحَدِيثِ، حَتَّى إِذَا تُوُفِّيَ أَبُو هُرَيْرَةَ تَذَاكَرْنَا ذَلِكَ،

وَتَلَاوَمْنَا أَنْ لَا نَكُونَ كَلَّمْنَا أَبَا هُرَيْرَةَ فِي ذَلِكَ حَتَّى يُسْنِدَهُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنْ كَانَ سَمِعَهُ مِنْهُ، فَبَيْنَا نَحْنُ عَلَى ذَلِكَ جَالَسَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ قَارِظٍ فَذَكَرْنَا ذَلِكَ الْحَدِيثَ، وَالَّذِي فَرَّطْنَا فِيهِ مِنْ نَصِّ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْهُ، فَقَالَ لَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: أَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ


= أحمد في مسنده والبيهقي وابن حبان - وصححه - عن عبد الله بن الزبير قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة صلاة في مسجدي هذا" وروى الإمام أحمد أيضًا وابن ماجه عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه" وأخرج البزار والطبراني عن أبي الدرداء مرفوعًا: "الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة والصلاة في مسجدي بألف صلاة، والصلاة في بيت المقدس بخمسمائة صلاة" واختلفوا في أن هذا التفضيل يختص بالفريضة فقط أو يعم الفريضة والنافلة، والظاهر أنه يعمهما جميعًا، إذ لم يرد دليل يخصه بالفريضة، بل هو مخالف لما جاء من الإطلاق في الأحاديث، واختلفوا أيضًا في أن هذه الفضيلة هل تختص بالقطعة التي كانت مسجدًا في زمنه - صلى الله عليه وسلم -، أم تجاوزه إلى ما زيد فيه فيما بعد، والظاهر أنها تشمل الزيادة أيضًا، لأن الخلفاء الراشدين ومن يليهم في الفضل من الصحابة كانوا يصلون دائمًا في الزيادات بعدما ألحقت بالمسجد النبوي، ولا يعقل منهم أن يتركوا الأفضل إلى المفضول، ويكتفوا بصلاة واحدة من ألف صلاة، ثم إن هذا التفضيل هو فيما يرجع إلى الثواب، ولا يتعدى ذلك إلى الإجزاء عن الفوائت، فلو كان على الرجل صلاتان فصلى في مسجد المدينة صلاة لم تجزئه عنهما.
٥٠٧ - قوله: (وإن مسجده آخر المساجد) مما يبنيه الأنبياء وينسب إليهم، فليس يأتي بعده نبي حتى يبني مسجدًا ينسب إليه، وأما ما بني من مساجد هذه الأمة بعد المسجد النبوي فهي كلها تابعة للمسجد النبوي، وحكاية له، وليست بمستقلة عنه (أن نستثبت أبا هريرة عن ذلك الحديث) أي إنه مرفوع عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (تلاومنا) أي لام بعضنا بعضًا وعاتبنا أنفسنا فيما بيننا (جالسنا) بصيغة المذكر الغائب من المجالسة، ونا مفعوله، أي جلس معنا (والذي فرطنا) من التفريط، أي قصرنا (من نص أبي هريرة عنه) أي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أي ذكرنا تقصيرنا في استبانة رفع هذا الحديث عن أبي هريرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>