للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[ألكني يا ضياء]

أجدك يا كواكب لا ترينا ... بياناً منك يخبرنا اليقينا

كان العالم العلوي سفر ... نطالعه ولسنا مفصحينا

نحاول منه إعراب المعاني ... بتأويل فنرجع معجيبنا

كواكب في المجرة غائمات ... حكت في البحر فسحتها السفينا

سرت زهر النجوم وما دارها ... فلاسفة مضت ومنجمونا

شموس في السماء علت وجلت ... فظنوا في حقيقتها الظنونا

سوابح في الفضاء لها شؤون ... ولما يعلموا تلك الشؤونا

وما ارتجفت بجنح الليل إلا ... لتضحك فيه مما يزعمونا

لعل لهنا بهذا الجو شأنا ... سوى ما نحن فيه مرجوما

تلوح على الدجى متلألئات ... فتبهج في تلألوها العيونا

وأني يدرك الرائي مداها ... وأن القي لها نظراً شفونا

تود الغانيات إذا رأتها ... لو انتظمت لها عقداً ثمينا

تقلده على اللبات منها ... وتطرح الدماج والبرينا

ألكني يا ضياء إلى الدراري ... رسالة مسهر فيها الجفونا

لعلك راجع منها جوابا ... يزيل عماية المتحيرينا

فقل أني تحير فيك فكري ... كذلك تحير المتفكرينا

فيا أم النجوم وأنت أم ... أيولد فيك كالأرض البنونا

وهل فيك الحياة لها وجود ... فيمكن للردى بك أن يكونا

وهل بك مثل هذه الأرض أرض ... وفيها مثلنا متخالفونا

وهل هم مثلنا خلقا وخلقا ... هناك فيأكلون ويشربونا

وهل هم في الديانة من خلاف ... نصارى أو يهود ومسلمونا

وهل حسبت بك الأيام حتى ... تألف من تعاقبها السنونا

وهل بالموت نحن إذا خرجنا ... عن الأجساد نحوك مرتقونا

فتبقى عندك الأرواح منا ... تصأن فلا ترى جفناً وهونا

فأجيب بالمنون إذا وأحبب ... بها إن كان علمك المنونا