لا يخفى أن الناس ف٥ي عالم العلم ينسبون تحقيق جاذبية الأرض إلى ألفيلسوف الإنكليزي اسحق نيوطن ويجعلونه من اجل ذلك في صف أعاظم رجال الدنيا وقل من شدا شيئا في ألفلك أو الجغرافية أو القوسموغرافية إلا وهو يحفظ اسم نيوطن والحال آن نسبة هذا الاكتشاف إلى ألفيلسوف المشار أليه هو قلة الإطلاع على كتب العرب وعدم الإحاطة بمبالغ علومهم وهذه المسالة هي أشبه بمسالة دوران الأرض التي توهم الأوروبيون أنها أيضاً من تحقيقاتهم ووفروا فيها فضل الاكتشاف لكوبرنيك والحال أنها أيضاً من المسائل التي انتبه أليها العرب تقدم لنا في فصل مختصر في علماء الهيئة من العرب نشرناه في جريدةالشرق
والنجم تستصغر الأبصار رؤيته ... والذنب للطرف لا للنجم في الصغر
وهاك ما اطلعنا عليه في القسم الأول من رسائل إخوان الصفا وخلان ألوفا مما يتعلق بالكرة الأرضية: وأما سبب وقوف الأرض في وسط الهواء ففيه أربعة أقوال منها ما قيل هو جذب الهواء لها من جميع الجهات بالسوية فوقفت في الوسط لما تساوى قوة الجذب من جميع الجهات ومنها ما قيل لدفع ألفلك إياها لا فوجب لها الوقوف في الوسط لما تساوت قوة الدفع من جميع الجهات وقيل هو جذب المركز لجميع أجزائها من جميع الجهات إلى الوسط لأنه لما كان مركز الأرض مركز ألفلك أيضاً وهو مغنيطس الأفلاك اعني مركز الأرض وأجزاء الأرض لما كانت ثقيلة انجذبت إلى المركز وسبق جزء واحد وحصل المركز ووقف باقي الأجزاء حولها يعني حول النقطة وطلب كل جزء منها المركز فصارت الأرض بجميع أجزائها كرة واحدة بذلك السبب ولما كان الماء أجزاؤه اخف من أجزاء الأرض وقف الماء فوق الأرض ولما كانت أجزاء الهواء اخف رمن أجزاء الماء صارت فوق الماء ولما كانت النار أجزاؤها اخف من أجزاء الهواء صارت في العلو مما يلي فلك القمر وقيل هي خصوصية للوضع اللائق به وذلك أن الباري تعالى اسمه جعل لكل جسم من الأجسام الكائنات من النار والهواء والماء والأرض موضعا مخصوصا هو البق به وهكذا فلك القمر وعطارد وبقية الكواكب لكل واحد موضعا مخصوصا في فلكه فهو ثابت فيه ألفلك يديره معه وهذه العلة أشبه الفاو بل بالحق انتهى وقد جاء في أول الرسالة من رسائل أخوان الصفا وخلان ألوفا التي فيها هذا ألفصل ما باتي بعد البسملة: من اجل