تأليف ماكس نوردو العالم الإسرائيلي الشهير نقلها إلى العربية. م ع ج
كلمة للمعرب
كل مطلع عَلَى مجرى الأفكار العصرية في الغرب يرى مسألة الجنسيات أو القوميات الشغل الشاغل لكبار الساسة وأعاظم الكتبة وفحول العلماء ويكفي المرء أن يتصفح بعض الجرائد والمجلات الأوربية ليرى فيها ذكراً لهذه المعضلة الكبرى ووسائل كثيرة لحلها. وقد لقب الكتاب والمؤلفون عصرنا هذا بعصر الجنسيات لكثرة ما حدث ويحدث في أيامنا هذه من الجدال والمناقشة بشأنها حتى تعدت إلى المشاكل والمشاحنات وكادت تجر إلى الحروب. فهي إذن مشكلة اليوم وكارثة الغد. لذلك رأيت من اللازم إطلاع بني قومي عَلَى مجمل ما وصلت إليه الآراء بخصوصها فلم أجد بحثاً أدق وأتم من رسالة وضعها بالألمانية العالم الاجتماعي الشهير ماكس نوردو وصف بها هذه المسألة في جميع أدوارها وأبدى من آرائه فيها ما هو جدير بالاهتمام فبادرت إلى نقلها للعربية علها تفيدنا ولو بعض الإفادة في أحوالنا الحاضرة.
وماكس نوردو هو أحد نعلماء العصر المشار إليهم بالبنان، إسرائيلي الأصل ألماني المنشأ اشتهر بمؤلفاته العديدة ورسائله الجمة التي امتاز فيها بالجد والدقة في البحث وبعد النظر والصراحة. منه كتابه معنى التاريخ الذي أحدث ضجة كبرى عند ظهوره وقد أنجى فيه عَلَى الحقائق التاريخية والمؤرخين؟ و (السقوط البشري) وهو مجموع أبحاث فلسفية اجتماعية عصرية مثل: (الفلسفة الروحية) و (مذهب النانيين) و (آخر القرن) و (القرن العشرين) ومنها كتابه المسمى (أكاذيب مدينتنا المغنى عليها) و (مناقضات الاجتماع) و (مناقضات علم النفس) ومن أمهات كتبه العلمية (روح وفيسيولوجيا العبقرية والنبوغ) وعليه المعول في تدريس هذه المسائل. اهـ وإليك الآن رسالته في الجنسية قال:
[الجنسية]
إذا كنا لا تندري كيف تستحوذ المعتقدات الباطلة عَلَى أفكارنا، وكيف تحول صورة مغلوطة تخيلناها لحادث ما بيننا وبين إدارك حقيقة ذلك الحادث، حتى لا تقوى عَلَى تمييز الاختلاف الحاصل بين بين الصورة وبين الحادث نفسه، وبالاختصار إذا كنا لا نعرف