أجمع الجغرافيون من العرب والإفرنج أن حد الشام من عريش مصر إلى الفرات ومن البحر الرومي إلى جبال طي ولكن مما يشوش الذهن أن جميع أعمال حلب اليوم هل هي داخلة حدود سورية أم بعضها خارج عنها يعد من آسيا الصغرى فقد قال بوليه في معجمه الجغرافي التاريخي أن حد سورية شمالاً إلى آسيا الصغرى من خليج اسكندرونة إلى نهر الفرات وشرقاً نهر الفرات والبادية إلى بلاد العرب وجنوباً قسم من العربية يسمى بني إسرائيل إلى تخوم مصر وغرباً إلى البحر المتوسط على هذه التخوم من الشمال إلى الجنوب نحو سبعمائة كيلومتر وعرضها من الغرب إلى الشرق نحو أربعمائة وخمسين كيلومتراً وهذا التعريف يدل على عمل حلب الحقيقي خصوصاً ويؤيده قول صاحب الخربدة أو الرها (أورفة) معدودة من الجزيرة لا من حلب قال أبو زيد البلخي فشرقي الشام غربي الفرات وغربي السام ساحل الروم وشماله جبال الروم وجنوبه فلسطين والأردن وبعض البادية قال إبن حوقل وأما الشام فإن من غربيها بحر الروم وشرقيها البادية من أيلة إلى الفرات ثم من الفرات إلى حد الروم وشماليها بلاد الروم أيضاً وجنوبيها حد مص وتيه بني إسرائيل وآخر حدودها مما يلي مصر رفح ومما يلي الروم الثغور المعروفة كانت قديمة بالجزرية وهي ملطية وأذنة وطرسوس وقد جمعت الثغور إلى الشام وبعض الثغور يعرف بثغور الشام وبعضها يعرف بثغور الجزيرة وكلها من الشام وذلك أن كل ما كان وراء الفرات فمن الشام وإنما سمي من ملطية إلى مرعش ثغور الجزيرة لأن أهل الجزيرة بها كانوا يرابطون وغزون منها لأنها من الجزيرة وكور الشام هي جند فلسطين وجند الأردن وجند دمشق وجند حمص وجند قنسرين والعواصم والثغور وبين الشام وثغور الجزيرة جبل اللكام وهو الفاصل بين الثغرين وجبل اللكام جبل داخل في بلد الروم ويقال أنه ينتهي إلى حد مائتي فرسخ ويظهر في الإسلام بين مرعش والهارونية وعين زربة فسمي اللكام إلى أن يجاوز اللاذقية ثم يسمى جبل بهراء وتنوح إلى حمص ثم يسمى جبل لبنان ثم يمتد على الشام حتى ينتهي بحر القلزم من جهة ويتصل بالمقطم من أخرى.
وقال أبو الفدا: حدود الشام على وجه دخل فيه بلاد الأرمن وهي المعروفة في زماننا ببلاد