[وداع وعتاب]
للسلطان السابق عبد الحميد
الله أكبر فالظلاَّم قد علموا ... لأيّ منقلب يفضي إلا لي ظلموا
لقد هوى اليوم صرح الظلم وانتقضت ... أركانه وتولت أهلهُ النقمُ
وحصحص الحق في عزٍّ وفي ظفرٍ ... يحفه خادماه السيفُ والقلمُ
ثارت له عصبةٌ كانت مشردةً ... وقد تهددها الإرهاق والعدمُ
من كل أروع في حيزومة حنقٍ ... في نفسه عزة في أنفه شممُ
عبد الحميد استمع منهم مناقشةً ... فطالما صبروا بل طالما كظموا
غادرت أمتك المنكود طالعها ... تغض مقلتها إن عدَّت الأممُ
أطلقت فيها سيوف الغادرين وقد ... كانت بحبلك بعد الله تعتصمُ
الله الله يا راعي القطيع فقد ... لاقت مصارعها في رعيك الغنمُ
حماتنا ما تنوءُ الراسيات به ... كيف الصنيع وأنت الخصم والحكم
فكم شكونا ولم تسمع شكايتنا ... وكم دعونا وحظ الدعوة الصممُ
وليَّ نعمتنا قل لي أما بطلت ... تلك الولاية لما ضاعت النعمُ
فلو رفقت أمير المؤمنين بنا ... ما كان أنفث مصدور وسال دمُ
محافظ الحرمين أعدل فهل آمنت ... في ظلمك الكعبة الزهراء والحرمُ
أم حج حجاج بيت في دعةٍ ... بدون أن يرهقوا فيه ويهتضموا
وليته فاسقاً لم يرع حرمة من ... في ذمة الله ضاعت عنده الذممُ
كم استجاروا عليه فازدريت بهم ... إن لم تكن ناقماً فالله منتقمُ
رب الهلال أجب هل كنت تمنحه ... ما اعتاد من نصرات ذلك العلم
ماذا فعلت بأحرار البلاد وما ... جنوا على الدين والدنيا وما اجترموا
حتى قسمتهم شطرين فازدحمت ... على جسومهم النينان والرخم
مزقت شملهم في كل ناحية ... فأرغموك بحول الله والتأموا
ويا سلالة عثمان أما اتصلت ... منه إليك الصفات الغر والهمم
أين الغطاريف أرباب العزائم من ... أسلافك الصيد من بالعدل قد عظموا