[إحدى نقائص الاجتماع]
٢
شيخ كثير الذكر والتسبيح ... ينهى عن المنكر والقبيح
يقول قال الله والرسول ... وأثبت المنقول والمعقول
ويكثر الصلاة في المساجد ... والدور إذ يدعى إلى الموائد
وربما أزورّ عن الطعام ... مخافة الوقوع في الحرام
وصدَّ ظمآناً عن الشراب ... كيلا تطول مدة الحساب
صارت له منزلة جليلة ... وشهرة عريضة طويلة
فأمه الغنيّ والفقير ... وزاره الكبير والصغير
هذا يريد مطلباً عسيراً ... وذاك يرجو نشباً وفيراً
وذا يروم البرء من أدوائه ... إذ عجز الأساة عن دوائه
وازدحمت في دارة النساءُ ... فما لهنَّ دونه رجاءُ
هذي جفاها الزوج منذ حين ... ولجَّ في الغلظة بعد اللين
وتلك لا تُملاءُ الأولادا ... فقلبها يتقد انقادا
وهذه قد رغب الخطاب ... عنها فأشقى عيشها العذاب
وهكذا استسلمت العقول ... للشيخ فهو الله والرسول
وكاد أن يعبد دون الخالق ... سبحانه عن عمه الخلائق
وإنني لفي ممرّ خال ... ساق إليه سائق الأحوال
في ليلة أودى شقاء أجد ... بحليها فاستسلمت للوجد
أحزنها تصرف الخطوب ... فدمعها منهمر الشؤبوب
إذ عنّ شيخ لو بعيني نائم ... مرَّ لكان مثل وهم الواهم
فكان لي من أمره المريب ... وشغفي بالنادر الغريب
داع إلى السير على آثاره ... لا عرف الغائب من أخباره
فانسرب الشيخ إلى مضيق ... أفضى به وبي إلى طريق
لمحت فيه وجهه المقنعا ... فخلت أن ناظري قد خدعا