من المؤلفين المجتهدين في مصر محمد فريد أفندي وجدي صاحب مجلة الحياة والمصنفات الكثيرة وقد أصدر هذا الشهر مجلداً ضخماً في زهاء ٨٧٠ صفحة كبيرة ذات ثلاثة أعمدة من الحرف المتوسط سماه كنز العلوم واللغة وهو صورة دائرة معارف مصغرة فيها بعض الفصيح وخلاصات من العلوم النقلية والعقلية والطبيعية والطبية والاجتماعية والتاريخية والجغرافية. وقد أخذنا عليه اقتضابه في بعض المواد المهمة وتطويله في غيرها مما هو دونها في الفائدة فرأيناه مثلاً قد أغفل في الأعلام ابن تيمية وابن القيم وابن الهيثم والذهبي والسيوطي والقلقشندي وابن فضل الله العمري وذكر عبد الرحمن العمري والقليوبي والشنواني والشبراوي والكفراوي. والمعاجم المختصرة في العادة تذكر الأهم فالأهم من السماء والأشخاص. ورأيناه تابع بعض المعاجم الإفرنجية في إيراد بعض الشؤون التاريخية الشرقية ونقلها على غلطها مثل قوله في محلين إن صلاح الدين يوسف هو ابن أخي نور الدين محمود بن زنكي مع أنه لا قرابة بينهما وصلاح الدين كردي ونورد الدين تركي ومثله قوله أن فاراب من بلاد الأناضول. وقد نقل بعض أعلام الأشخاص والأماكن بحسب الأصل الإفرنجي فقال مثلاً سالونيك كما يلفظها الإفرنج والصواب سلانيك. وجزيرة ساموس: سيسام. ونهر الدانوب: الطونة. والسلافيون وتسميهم العرب الصقالبة. وليسبون: والعرب تقول إشبونة، وجبال هيماليا: حملايا. والتيبت: والعرب تقول تُبت كسكر. وبخارست: بكرش. وقد أعجبنا منه أدبه في كلامه على المخالفين من فرق الإسلام وغيرهم وفي الكتاب فوائد نافعة لا يسع متعلماً جهلها وعسى أن ينتشر كتابه بين جميع الطبقات فإنه على إنجازه سلمٌ إلى تناول دوائر المعارف الإفرنجية الكبرى. وحبذا لو تدارك المؤلف ذكر من أهمل من الأعلام وما اغفل من أسماء البلدان ولو بملحق على حدة. وفقه الله وأكثر فينا أمثاله من أهل النشاط في خدمة العلم والتوفر على التصنيف والنشر.
فتح الرحمن لطالب آيات القرآن
هو مفتاح أو فهرس يعين على الاهتداء إلى مواقع الآيات الكريمة جمعه فيض الله أفندي العلمي الحسني المقدسي ووقف على طبعه الشيخ أحمد حسن طبارة محرر جريدة ثمرات