[سوء المنقلب]
بغداد حسبك رقدة وثبات ... أو ما تمضك هذه النكبات
ولعت بك الأحداث حتى أصبحت ... أدواء خطبك ما لهن أساة
قلب الزمان اليك ظهر مجنه ... أفكان عندك للزمان ترات
ومن العجائب أن يمسك ضره ... من حيث ينفع لو رعتك رعاة
إذ من ديالة والفرات ودجلة ... أمست تحل بأهلك الكربات
أن الحياة لفي ثلاثة أنهر ... تجري وأرضك حولهن موات
قد ضل أهلك رشدهم وهل اهتدى ... قوم أجأهلهم هم السر وات
قوم أضاعوا مجدهم وتفرقوا ... فترأهم جمعاً وهم أشتات
لقد استهانوا العيش حتى أهملوا ... سعياً مغبة تركة الأعنات
يا صابرين على الأمور تسومهم ... خسفاً على حين الرجال أباة
لا تهملوا الضرر اليسير فإنه ... أن دام ضاقت دونه الفلوات
فالنار تلهب من سقوط شرارة ... والماء تجمع سيله القطرات
لا تستنيموا للزمان توكلاً ... فالدهر نزاء له وثبات
فإلى متى تستهلكون حياتكم ... فوضى وفيكم غفلة وأناة
تالله أن أفعالكم بخلافه ... نزل الكتاب وجاءت الآيات
أفتزعمون بأن ترك السعي في ... هذي الحياة توكل وتقاة
إن صح نقلكم بذاك فبينوا ... أو قام عندكم الدليل فهاتوا
لم تلق عندكم الحياة كرامة ... في حالة فكانكم أموات
شقيت بكم لما شقيتم أرضكم ... فلها بكم ولكم بها غمرات
وجهلتم النهج السوي إلى العلى ... فترادفت منكم بها العثرات
بالعلم تنتظم البلاد فإنه ... لرقي كل مدينة مرقاة
أن البلاد إذا تخال أهلها ... كانت منافعها هي الآفات
تلك الرصافة والمياه تجفها ... والكرخ قد ماجت به الأزمات
سالت مياه الواديين جوارفاً ... فطفحن والأسداد مؤتكلات
فتهاجم الماآن من ضفتيهما ... فتناطحا وتوالت الهجمات