للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[المطلقة]

بدت كالشمس يحضنها الغروب ... فتاة راع نضرتها الشحوب

منزهة عن الفحشاء خود ... من الخفرات آنسة عروب

نوارٌ تستجد بها المعالي ... وتبلى دون عفتها العيوب

صفا ماءُ الشباب بوجنتيها ... فحامت حول رونقه القلوب

ولكن الشوائب أدركته ... فعاد وصفوه مدر مشوب

ذوى منها الجمال الغض وجدا ... وكاد يجف ناعمه الرطيب

أصابت من شبيبتها الليالي ... ولم يدرك ذؤَابتها المشيب

وقد خلب العقول لها جبين ... تلوح على اسرته النكوب

إلا أن الجمال إذا علاه ... نقاب الحزنمنظره عجيب

حليلة طيب الاعراق زالت ... به عنها وعنه بها الكروب

رعى ورعت فلم تر قط منه ... ولم ير قط منها ما يريب

توثق حبل ودهما حضورا ... ولم ينكث توثقه المغيب

فغاضب زوجها الخلطاءُ يوما ... بأمر للخلاف به نشوب

فاقسم بالطلاق لهم يمييناً ... وتلك إليه خطأ وحوب

وطلقها على جهل ثلاثاً ... كذلك يجهل الرجل الغضوب

وافتي بالطلاق طلاق بت ... ذوو فتيا تعصبهم عصيب

فبانت عنه لم تأت النايا ... ولم يعلق بها الذام المعيب

فظلت وهي باميه تنادي ... بصوت منه ترتجف القلوب

لماذا يانجيب صرمت حبلي ... وهلق أذنبت عندك يا نجيب

ومالك قد جفوت جفاَء قالٍ ... وصرت إذا دعوتك لا تجيب

ابن ذنبي اليَّ فدتك نفسي ... فإني عنه بعدئذ اتوب

اما عاهدتني بالله أن لا ... يفرق بيننا الا شعوب

لئن فارقتني وصددت عني ... فقلبي لا يفارقه الوجيب

وما ادماه ترتع حول روضٍ ... ويرتع خلفها رشأ ربيب

فما لفتت إليه الجيد حتى ... تخطفيه بآزمتيه ذيب