قال لسأن الدين بن الخطيب في (كتاب الأحاطة في أخبار غرناطة) عند ما ألم باسم هذه المدينة ووضعها ووصفها الجغرافي ما نصه: وبردها لذلك من المنقب الشتوي شديد وتجمد بسببه الادهان والمائعات ويتراكم بساحاتها الثلج في بعض السنين فجسوم أهلها بصحة الهواء صلبة وسحناتهم خشنهة وهضومهم قوية ونفوسهم لمكان الحر الغريزي جريئة وهي دار منعة وكرسي ملك ومقام حصانة. وكان ابن غانية يقول للمرابطين في مرموته وقد عول عليها للامتساك بدعوتهم (الأندلس درقة وغرناطة قبضتها فإذا تجشمتم يا معشر المرابطين القبضة لم تخرج الدرقة من ايديكم)
ومن ابدع ما قيل في الاعتذار عن شدة بردها مما هو غريب في معناه قول القاضي أبي بكر بن شبرين
رعى الله من غرناطة متبوا ... يسر كئيباً او يجير طريدا
تبرم منها صاحبي عند ما رأى ... مسارحها بالبرد عدن جليدا
هي الثغر صأن الله من أهلت به ... وما خير ثغر لا يكون برودا
وقال الرازي عند ذكر كورة البيرة: أن ارضها سقي غزيرة الأنهار كثيرة الثمار ملتفة الأشجار وأكثرها ادواح الجوز ويحسن فيها قصب السكر ولها معادن جوهرية من ذهب وفضة ورصاص وحديد وكورة البيرة أشرف الكور نزلها جند دمشق. . . وفحصها لا يشبه بشيء من بقاع الأرض طيباً ولا شرفاً الا بالغوطة غوطة دمشقز وقال بعض المؤرخين بعد أن عدد نباتاتها ومعادنها: وكفى بالحرير الذي فضلت به فجراً وقنية وغلة شريفة وفائدة عظيمة تمتاز منها البلاد وتجلبة الرفاق فضيلة لا يشاركه فيها الا بالبلاد العراقية وفحصها الافيح المشبه بالغوطة الدمشقية حديث الركاب وسمر الليالي قد دحاه الله في بسيط سهل تخترقه المذانب (مسيل الماء إلى الأرض) وتتخلله الأنهار والجدأول وتتزاحم فيه الغرف والجناحات في ذرع أربعين تنبو العين فيها عن وجهه. . .
وبعد أن فصل المؤلف كتابه إلى فصول كثيرة وأتى على ذكر ما آل إليه حال من ساكن المسلمين بغرناطة من النصاري وما ينسب لهذه الكورة من الاقاليم التي نزلها العرب وما