للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[حوادث السنة]

من الجدير بالتدوين من حوادث هذه السنة ما وقع في هذا القطر من الخلاف في طور سيناء على التخوم المصرية العثمانية فجرى التحديد وكان يخشى حدوث فتنة بين العثمانيين والمحتلين من الإنكليز وكادت تتكدر كأس الصفاء بين المصريين والإنكليز لأن هؤلاء رموا أولئك بالتعصب فقامت الجرائد الوطنية تنفي عن قومها هذه التهمة وكانت مناداة المصريين بحب الدولة هي الباعثة على هذه التهمة. ومن حوادث العلم والاجتماع أن الشركات الأوربية وغيرها كثرت في هذه السنة بمصر لاستثمار أرضها وأموالها وعقاراتها. واهتم بعض أعيان الأقاليم بإنشاء كتاتيب للأطفال وحبس أطيان عليها كما عني بعض أعيان بني يوسف بإنشاء مدرسة صناعية وجمعوا شيئاً من المال اللازم لها واهتم أعيان البحيرة بإنشاء مثلها في إقليمهم بمدينة دمنهور. وقامت فئة من رجال العلم والوجاهة في العاصمة وأرادوا منذ الصيف الماضي إنشاء مدرسة جامعة مصرية تغني أبناء مصر عن التعلم في مدارس الحكومة ومدارس البلاد الأجنبية وكان زعيم تلك الفئة سعد باشا زغلول فلما عين في خلال ذلك ناظراً للمعارف المصرية عهد بإدارة هذا العمل إلى صديقه قاسم بك أمين فأخذ هذا يثير الأرواح بفصاحته ويهز أكفَّ السماح بحميته. والخلف كالسلف مشهور بفضل علمه وقوة إرادته. وقد جمع حتى الآن نحو عشرين ألف جنيه. ووهب روكلفر المثري الأمريكي عشرين ألف جنيه لمدرسة أسيوط الأمريكية دفعة واحدة.

وزادت حركة العمران في ربوع السودان ولاسيما بعد أن فتح بور سودان واتصل بالبحر الأحمر من قرب سواكن بناحية بربر على النيل بالسكة الحديدية التي أنشأتها الحكومة في سنتين وكلفت مليوناً وثلاثمائة وخمسة وسبعين ألف جنيه وطولها زهاء ٣٥٠ ميلاً.

وتوفر الأهلون في أكثر البلاد العثمانية على الزراعة والتجارة فارتفعت أثمان العقارات في المدن والأراضي في الضواحي والدساكر وارتفعت أسعار الحاجيات بكثرة الاختلاط وسهولة النقل عن ذي قبل فقد مدَّ من خط الأستانة - بغداد قرابة ثلاثمائة كيلومتر ومد من سكة حديد الحجاز نحو ثمانمائة كيلومتر وقطارات البخار الآن يرن صداها في وسط جزيرة العرب. واتصل الخط الحديدي بين بيروت ودمشق بمدينة حلب وأنشئت تراموايات كهربائية في بعض الحواضر العثمانية كما شرع بإنارة بعضها بالكهرباء. وحدث بين الدولة العثمانية والحكومة الإيرانية اختلاف على الحدود لم يسوَ بعد. وضرب الجيش