قال العتيبي شعراً ذكر فيه كثيراً من مقابح السكر:(بسيط)
دع النبيذ عدلاً وإن كثرت ... فيك العيوب وقل ما شئت
هو المشيد بأسرار الرجال فما ... يخفى على الناس ما قالوا وما فعلوا
كم زلة من كريم ظل يشهرها ... من دونها تستر الأبواب والكلل
أضحت كنار على علياء موقدة ... ما يستسر لها ولا جبل
والعقل علق مصون لو يباع لقد ... الفيت يباعه يعطون ما سألوا
فأعجب لقوم منأهم في عقولهم
و ... أن يذهبوها بعل بعده نهل
قد عقدت لخمار السكر ألسنهم ... عن الصواب ولم يصبح بها علل
وأزرت بستأن النوم أعينهم ... كان أحداقها حول وما حولوا
تخال رائحهم من بعد غدوته ... حبلى أضر بها في مشيها الحبل
فإن تكلم لم يقصد لحاجته ... وإن مشى قلت مجنون به خيل
قالوا وإنما قيل لمشارب الرجل نديمه من الندامة لأن معاقر الكأس إذا سكر تكلم بما يندم عليه وفعل فقيل لمن شاربه نادمه لأنه فعل مثل فعله والمفعلة تكون من اثنين كما تقول ضاربه وشاتمه ثم اشتق من ذلك نديم كما يقال جالسه وهو جليس وقاعده فهو قعيد ويدل على قول هذا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في وصف الجنة: فيها أنهار من كأس ما بها صداع ولا ندامة. وحدثنا عبد المنعم عن أبيه عن وهب بن منبه أنه قرأ فيما قرأ من الكتب أن الله تعالى لما لعن إبليس وأخرجه من الجنة قال: يا رب لعنتني وجعلتني شيطاناً رجيماً وأنزلت الكتب وعثت الرسل فما رسلي؟ قال: رسلك الكهنة. قال: فما كتأبي؟ قال: الوشم. قال: فما حديثي؟ قال: حديثك الكذب. قال: فما قراءتي؟ قال: قراءتك الشعر. قال: فما مؤذني؟ قال: مؤذنك المزأمير. قال: فما مسجدي؟ قال: مسجدك السوق. قال: فما بيتي؟ قال: بيتك الحمام. قال: فما طعامي؟ قال: طعامك كل ما لم اسمي عليه. قال: فما شرأبي؟