اختلف علماء الآثار ورجال البحث والاستقصاء في موقع سدوم اختلافهم في سواها من المسائل العلمية العويصة والمشاكل التاريخية الغامضة والمباحث الأثرية الدارسة فذهب فريق منهم إلى أن موقع سدوم كان في الجنوب الغربي من بحيرة لوط في جانب الجبل المعروف بسدوم. وذهب آخرون إلى أن هذه المدينة القديمة كانت ممتدة من جنوبي بحيرة لوط إلى غربي شاطئ نهر الأردن. وزعم غيرهم أن موقع سدوم وعمورة وأدمة وصبوئيم كان على شاطئ بحيرة لوط ثم عمرت بعد أن خربت. وصرح فريق آخر بأن موقع هذه المدن هو بحر الميت نفسه أو بحيرة لوط عينها وقد استدل أصحاب هذا المذهب على ذلك بأقوال التوراة. فسكان موقع سدوم إذا صحَّ مذهبهم تحت مياه الجانب الغربي من البحيرة. ومهما تكن تلك الآراء متباينة فقد أجمع أولئك الباحثون على أن موقع تلك المدن كان في أنحاء بحر الميت في القسم الغربي من قارة آسيا.
يظهر للمطلع على الإصحاحين الـ ١٨ و١٩ من سفر التكوين - السفر الأول من الأسفار الخمسة لموسى الكليم - أن سدوم وعمورة وأدمة وصبوئيم المتقدم ذكرها قد انحطت آداب سكانها بحيث لا تطيقها شريعة إلهية كانت أو أدبية أو اجتماعية فقضى الله جلَّ جلاله بأن يعاقب سكانها واطلع إبراهيم الخليل يومئذ على ما سيحل بأهل سدوم فسأل واحداً من أهل الله ممن زاروه من قبل لخلاصها والرفق بأهلها. فذهب اثنان منهما إلى سدوم ولما لم يجدا فيها إلا فشو الفاحشة والشر الفاضح أخرجا لوط ابن أخي إبراهيم مع امرأته وابنتيه إلى بلدة مجاورة اسمها صوغر. ثم هطلت نار من السماء فأحرقت سدوم وعمورة وأدمة وصبوئيم ومزقت شمل أهلها كل ممزق.
ولقد صادق كثير من العلماء القدماء على رواية موسى بشأن إحراق سدوم وخراب سائر المدائن المذكورة وتناولها شعراء اليونان ودونوها في قصائدهم بيد أنهم مزجوها بخرافاتهم الفاسدة. ومن أولئك المقرين على تلك الرواية استرابون الجغرافي الشهير المولود في نحو ٢٠٠ سنة ق. م ويوسيفوس المؤرخ العبراني الذي ولد سنة ٣٧ ق. م وإذ أن آراء أهل التنقيب والعلم تباينت في موقع سدوم فقد اختلفت أيضاً آراء المفسرين من علماء الدين في كيفية إحراق سدوم وسائر المدائن السابقة الذكر.
ذهب فريق من العلماء إلى أن الله أنزل الكبريت والنار على تلك المدن حقيقة فأحرقتها