هي كراسة كان حاضر بها صاحبها بعض فضلاء القدس وطبعها على حدة في مطبعة دار الأيتام السورية ألم فيها بتاريخ العلم في العالم وذكر ما كان لصاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم من الأثر الذي تغيرت به الأرض وبعد أن ذكر ما كان لأئمة العلم في الإسلام من الآثار الخالدة قال ما ننقله نموذجاً من إنشائه العذب أيضاً: والعلم الحق لن يلقاه في هذا العصر ناشده ولن يجده رائده إلا في الإقليم الإفرنجي فإن أهل هذا الإقليم قد هجروا الكرى منذ قرون والمشارقة هاجدون وأنشأوا يفكرون ويحققون ويقتبسون من فطنة كل علم ومئنة كل أدب ما يقدرون على اقتباسه ويقاومون كل من ثناهم عن معرفة أو قدعهم عن طلب حكمة ولم يقعدهم عن مواصلة السير في نشدان الخير أمير قاهر أو كردينال جائر أو ديوان تفتيشي أو منشور باباوي أو نار طلم موقدة أو أخدود ذو جاحم مستعر يقذف فيه كل من تفكر واعتبر وبحث ونظر وأبى أن يسم نفسه بسمة الجاهلين ولم يبرح القوم مشيحين دائبين ومشمرين منكشين حتى جاءت هذه العصور المتأخرة فباء الحق وزهق الباطل وجاء باكون رب الطريقة الإختبارية في الفلسفة ونيتن الذي هدى العلماء بجاذبيته إلى ما هداهم إليه وعبّد لهم من الطرق ما عبّد وديكارت الذي شاد في العلم أصولاً وهدم أصولاً وسيبنوزه الذي كسا مقالة وحدة الوجود رداء علمياً قشبياً وليبنز العالم ألفيلسوف الكبير صاحب فلسفة التفاؤل وكانت الذي سلك في الفلسفة طريقاً عذراء وقال بالآداب ما لا يقل به سواء وغوت النابغة في الشعر والعلم الذي شهد له سبنسر باحتياز هاتين ألفضيلتين والتحلي بالمنقبتين وكونت صاحب الفلسفة الثبوتية والشريعة الإنسانية وشوبنهور الفيلسوف المدهش وصاحب فلسفة التشاؤم وجان مولر واضع علم منافع الأعضاء ومبدعه وسبنسر البحاثة الاجتماعي وواضع فلسفة النشوء والمنعوت عقله بجبار العقول ودروين صاحب المذهب الذي ورد على كل ناد وولج كل بيت وشرق وغرب وعرف الإنسان مكانه وجاء البخار والكهرباء والصحيح من علمي الطبيعة والكيمياء وجاء علم الإنسان وعلم الحياة وجاء قول كنت ولابلاس في تكون الكون وقول لافزيه في بقاء المادة وقول