للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[صبح الأعشى للقشقلندي]

الكتب كالأشخاص فيها النافع وفيها الضار وفيها مالا يضر وما لا ينفع والنافع قليل على كل حال. واو تهيأ لمصر منذ طبع أول كتاب عربي في روما في العقد الثاني من القرن الخامس عشر للميلاد رجال يعرفون من أين تؤكل الكتف في العلم ليطبعوا حتى الآن جميع ما عرف للسلف من الكتب الممتعة ولكان ما طبع في ديار الغرب من نوادر الأسفار العربية متمما لما طبع في مصر كهف العرب والعربية ولكن مصر لم تنتبه لهذا الأمر إلا على عهد محمد عيي فطبعت في الطبعة الأميرية بعض النوادر وكثرت المطابع في مصر وفي غير ومصر فطبع الجود والجيد ومجموع ما طبع حتى الآن لا يبلغ نصف ما خلفه السلف من تركهم الثمينة وبعثره الجهل والخمول.

وآخر ما احيي بالطبع من ذخائر العلم كتاب صبح الأعشى في كتابه النشا طبعته دار الكتب الخديوية بالقاهرة في المطبعة الأميرية وأخرجت للناس منه الجزأين الأول والثاني وكانت منذ بضع سنين طبعت الجزء الأول منه فأعادت طبعه ف المطبعة الأميرية لتتمه بحرف طريف ظريف وهو مقصد جميل يضاف لما لهذه الدار من المقاصد الحسنة في نشر الكتب النادرة على نفقتها خصوصا ما له علاقة بمصر مثل تاريخ مصر لابن إياس والانتصار لابن دقماق في وصف مصر وتاريخ الفيوم لأبي عثمان النابلسي وغير ذلك الكثير.

وكتاب صبح الأعشى للقشقلندي هذا سيكون في بضعة أجزاء وقد وقع الجزآن الأولان منه في نحو ألف صفحة والقشقلندي نسبة لقلقشندة قال الزبيدي: قد تبدل اللام راء وهو المشهور بلدة بمصر من إعمال قليوب وفيها ولد الإمام الليث بن سعد لرضي الله عنه وخرج منها كبار العلماء والمحدثين منهم العشرة من أصحاب الحافظ ابن حجر وهذه القرية قد وردت عليها مرات يتولاها أمراء الحاج قال ابن خلكان وهي على ثلاثة فراسخ من القاهرة وهي بلدة حسنة المظهر كثيرة البساتين.

هذه القرية هي مسقط رأس مؤلفنا كما قال السخاوي في الضوء اللامع وهو احمد بن علي بن احمد بن عبد الله الشهاب ابن الجمال أبي اليمن الفزاري القلقشندى ثم القاهري الشافعي والد النجم ولد سنة ست وخمسين وسبعمائة واشتغل بالفقه وغيره وسمع علي ابن الشيخ ومن في وقته وكان احمد الفضلاء وممن برع في الفقه والأدب وكتب في الإنشاء وناب في