للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[التفاسير والمفسرون]

من كتاب التعليم والإرشاد

التفسير من العلوم التي قارنت ظهور الإسلام ونزول القرآن على النبي (ص) إذ كان ما من آية تنزل على النبي (ص) إلا ويفسرها لأصحابه إلا أنه تأخر تدوينه إلى عصر تابعي التابعين استغناءً بالحفظ عن الكتابة ولندرة الكتاب فيهم مع اشتغالهم كافة بالحروب لنشر الدعوة الإسلامية ثم دون على ما ستراه بعد هذا.

فالمفسرون من الصحابة الخلفاء الأربعة وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس وأبو موسى الأشعري وعبد الله بن الزبير وابن عمر وأنس بن مالك وأبو هريرة وجابر وعبد الله بن عمرو بن العاص.

وأكثر من نروي عنه في التفسير من الخلفاء الأربعة علي رضي الله عنه لتأخر وفاته وابن مسعود روي عنه أكثر مما روي عن علي لاشتغال علي بالخلافة ومحاربة الخوارج وغير ذلك وأما ابن عباس حبر الأمة وعالمها وترجمان القرآن فقد روي عنه في تفسير كتاب الله ما لا يحصى كثرة وأحسن الطرق عنه طريق علي بن أبي طلحة الهاشمي المتوفى سنة ثلاث وأربعين ومائة وعليها اعتمد البخاري في صحيحه وطريق قيس بن مسلم الكوفي المتوفى سنة عشرين ومائة عن عطاء بن السائب وطريق اسحق صاحب السيرة وأوهى طرقة طريقة الكلبي عن أبي صالح والكلبي هو أبو النصر محمد بن السائب الكلبي المتوفى سنة ست وأربعين ومائة فإن انضم إليه رواية محمد بن مروان السدي الصغير فذلك سلسلة الكذب. ومن الطرق الواهية عنه طريق مقاتل بن سليمان الأزدي المتوفى سنة خمسين ومائة إلا أن الكلبي يفضله لما في مقاتل من المذاهب الرديئة وطريق الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس منقطعة فإن الضحاك لم يلقه فإن انضم إلى ذلك رواية بشر بن عمارة فضعيفة لضعف بشر وإن أخرج له ابن جرير وابن أبي حاتم وإن كان من رواية جرير عن الضحاك فأشد ضعفاً لأن جريراً شديد الضعف متروك الحديث ولذلك لم يخرج له ابن جرير في تفسيره.

هذه طرق تفسير ابن عباس جيدها ورديئها نقلناها برمتها وميزنا غثها من ثمينها لئلا يغتر كل أحد بنسبتها إلى ابن عباس فإن لابن عباس منزلة في تفسير القرآن لا تضارع وليس