للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[نكارتر]

الماسة المفقودة

كان نكارتر البوليس السري المشهور عند وقوع هذه الحادثة في مدينة دانفر من مقاطعة كولورادو، وقد دعاه إليها عمل مهم أنجزه فملأت الجرائد المحلية أعمدتها بذكر نكارتر وأعماله الغريبة ودار اسمه على الألسنة وتناقلته الأفواه.

وحين أنهى طعام الغذاء في أحد الأيام جلس في الغرفة مع معاونه باتسي وإذا بخادم الفندق أقبل عليه وسلمه رقعة زيارة قال له أن صاحبها يود أن يكلمه في الحال فأخذها البوليس وقرأ عليها اسم فيليب دلمار بصوت منخفض ثم التفت إلى معاونه باتسي وسأله هل سمعت بهذا الاسم قبلاً، فأبدى باتسي إشارة النفي، فتبسم نكارتر وقال إذن فلنغتنم هذه الفرصة للتعرف إلى هذا الرجل وقال للخادم أدخله لنرى.

وبعد هنيهة أقبل الزائر وهو ربعة في الرجال قد لوحت وجهه أشعة الشمس وكانت حركاته العنيفة تدل على أنه عرضة لاضطراب وانفعال شديد حتى أنه لم يفتكر بتحية البوليس عند الوصول بل صرخ قائلاً: يجب أن أستعيد ماستي المفقودة المدعوة (عين الشيطان).

فأجابه نكارتر: ذلك مما لا ريب فيه.

فقال باتسي ممتعضاً: حسناً يفعل هذا الرجل إذا تكلم عن الشيطان ذاته.

ولكن الغريب استتبع الكلام وقال ياللغرابة أليس من العجب أن أفقد عين الشيطان ماستي الثمينة، فقال البوليس بتأن حسناً ولكن اسمح لي أولاً أن أقدم لك نفسي فأنا نقولا كارتر من نيويورك.

فعض الزائر على شفته ثم قال:

وأنا فيليب دلمار، وإذا كنت لم أقم بالواجبات فأرجوك مغفرة لأنني أضعت صوابي حين فقدت ماستي العزيزة التي لا يقع عليها ثمن.

فقاطعه نكارتر قائلاً: تفضل واجلس ثم قص علينا قصتك بالسكينة التامة فإذا وجدت فيها ما يستحق العناية فأنا رهين أمرك.

فجلس دلمار على المقعد الذي أشار إليه نكارتر ثم ألقى على باتسي نظر مستفهم وقال أظن أن هذا الشاب مساعدك.