ـ نعم ومن أشد مساعدي ذكاءً ثم بعد أن تعارف الرجلان وتصافحا قال دلمار فلنعد الآن إلى حديث الماسة وأظن أنه يهمك أن تعرف تاريخها قبل أن تدخل في ملكي.
ـ لا حاجة لي بذلك فيكفيني أن أعرف منك كيف ومتى انتقلت هذه الماسة إليك.
ـ إنها دخلت في حوزتي منذ سنة تقريباً وكنت في تلك الآونة تاجراً في كلكتا فاتفق لي مرة أنني أنقذت حياة رجل برهمي له شرف أثيل وثروة جزيلة ودفعت عنه غائلة لصوص داهموه ـ ولست أفتخر بشجاعتي ـ ولكني أقول أني لحسن الحظ كنت حاملاً مسدسي وأنت تعلمون أن السلاح الجيد يفعل ما لا تفعله البسالة.
ـ ذلك مشهور ولكنه يتوقف على الساعد الذي يدير السلاح.
إنني أجيب على هذا ـ وأنا بريء من التبجح ـ إنني استعملته بمهارة فائقة، فإن اثني عشر لصاً هاجموا البرهمي في ضواحي المدينة ولم يكن هناك سواي فبادرت إلى نجدته مع أني لم أكن أعرفه قبلاً ولم أحتج في إنقاذه إلى شجاعة فائقة بل كفى لذلك أن أطلق النار ذات اليمين وذات اليسار وأن أعيد حشو مسدسي بأسرع ما يمكن فصرعت رجلاً بكل طلق ولا أستحق الإعجاب بهذا فإن اللصوص كانوا قريبين مني حتى لم يمكنني أن أخطئهم فقتلت خمسة منهم ومات السادس أثناء نقله إلى المستشفى وفر الباقون هاربين.
فابتسم نكارتر وقال له إذن فأنا لا أوثر أن أنازعك ما دام مسدسك في يدك لأنك تبلغ به ما تريد.
ـ دعنا من هذا فلو كان لي جرأة أن أستخدم مسدسي منذ ثمانية أيام ما رأيتني اليوم آتياً لأزعجك لأنني كنت أوقفت كقاتل، ولنرجع الآن إلى تتمة الحديث ففي اليوم الذي تلا الواقعة أتاني البرهمي إلى مخزني وكان يريد أن يقدم لي هدية دليلاً على شكره فأعطاني علبة صغيرة وقال لي أن ضمنها الماسة المعروفة في الهند بعين الشيطان ثم قال لي أن هذه الماسة ذات قيمة لا تقدر يا صاحبي وأشير عليك أن تبارح الهند بعد الآن فحياة الذي يملك هذه الماسة في خطر شديد لأن جميع الطبقات في الهند تعرفها وكثيراً ما أثارت المعارك الدموية في سبيل امتلاكها، ثم ذهب البرهمي وتركني ذاهلاً والصندوق في يدي وعندما فتحته وجدت فيه ماسة كبيرة الحجم جداً لم تقطع بعد وتكاد لا تعرف لها لوناً لشدة صفائها، وعندها لم أدرِ ماذا أفعل ولما استشرت كبار الجوهريين في كلكتا وأخبروني عن