للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[سير العلم]

حمام الزاجل

هو الحمام الذي طالما استعمل في الحروب وإرسال الأخبار آونة الحصار وغيره وقد كان رائجاً أيام لم يكن أسلاك برقية ولا تلغراف بلا سلك أما اليوم فيستعمل في أوربا وأميركا كما يستعمل في الصين واليابان. وكانت حكومات العرب مولعة بتعهده وتربيته وحصلت منه على فوائد في الحروب كثيرة ولاسيما في حروب الأندلس وحروب الصليبيين. وما برح العلماء من الإفرنج يبحثون في سبب اتجاه هذا الحمام نحو الوجهة التي يراد على الاتجاه إليها وقد قدم في هذا الشهر أحد علماء فينا إلى المجمع العلمي النمسوي بحثاً ارتأى فيه أن الحمام يقود بعضه بعضاً لمعرفة الطرق بحدة حاسة النظر واستحضار الذهن وحفظ الأماكن التي طافها من قبل فالنظر والذاكرة هما اللذان ينفعان الحمام في غدوه ورواحه وسينفع هذا الرأي في الحكم على حيوانات أخرى.

القيام والقعود

اختلفت الآراء في كيفية تعاطي الأعمال ولاسيما الكتابية منها فقال قوم بأن المراوحة في العمل والاستراحة في الأحايين يعوض الجسم ما يخسره من القعود والانكباب على ما يتعاطاه وقال فريق غير ذلك وارتأى بعضهم أن الكتابة والمرء واقف خير من الكتابة وهو جالس وقد قدم أحد علماء فرنسا إلى مجمع علم الحياة الباريسي رأيه الخاص في هذا المعنى فقال: إذا انتصب المرء قائماً يجيد عمله بحضور ذهن ولكن ذلك لا يدوم كثيراً حتى يناله التعب بسرعة أما العمل والمرء جالس فيوفر على المرء الإجهاد والتعب ويود مجموع النتيجة.

الأنباء بالزلازل

هذا من العلوم التي وضعت حديثاً واسمها بالإفرنجية (سيسموميتري) وقد أدخل عليه في العهد الأخير من الإصلاحات ما يستطاع به بعد الآن الوقوف على الهزات الأرضية. ثبت ذلك بالبرهان في العام الماضي في زلزال الشمال الغربي من الهند وكذلك في مرصد الزلازل الياباني حيث تمكن العلماء هناك من متابعة المجرى الذي انبعث من الهند واجتاز المحيط الباسيفيكي وأميركا وأوربا بعد أن جاز الخافقين من أطراف الكرة في ساعتين