تكلمتم في الجزء العاشر من المجلد الخامس على كتاب بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع وبينتم فضل الكتاب وما له من المكانة عند المشتغلين بفقه الإمام الأعظم فأحببت أن أتحف قراء المجلة بترجمة المؤلف وترجمة أستاذه وبنت أستاذه زوجته فاطمة الفاضلة فإنها أنموذج مما كانت عليه الأمة الإسلامية من العناية بتربية النساء.
قال الفاضل محمد عبد الحي اللكنوي الهندي في طبقاته المسماة بالفوائد البهية في تراجم الحنفية في صفحة ١٥٨: محمد بن أحمد بن أبي أحمد أبو بكر علاء الدين السمرقندي صاحب تحفة الفقهاء أستاذ صاحب البدائع شيخ كبير فاضل جليل القدر تفقه على أبي المعين ميمون المحكولي على صدر الإسلام أبي اليسر البزدوي وكانت ابنته فاطمة الفقيهة العلامة زوجة علاء الدين أبي بكر صاحب البدائع وكانت تفقهت على أبيها (وحفظت تحفته) وكان زوجها يخطئُ فترده إلى الصواب وكانت الفتوى تأتي فتخرج وعليها خطها وخط أبيها وخط زوجها.
وقال في الكتاب الموسوم بمدينة العلوم (وهو من البقية الباقية من نفائس مخطوطات مكتبة المدرسة العثمانية بحلب) كتاب التحفة للشيخ الإمام محمد بن أحمد بن أبي أحمد علاء الدين السمرقندي وهو الذي تزوج الكاساني ابنته فاطمة وشرح تحفته وفاطمة هذه كانت تنقل المذهب نقلاً جيداً وربما ترد فتوى زوجها الكاساني ويرجع هو إلى قولها وكانت الفتوى أولاً تخرج عليها وعليها خطها وخط أبيها السمرقندي ثم كانت تخرج بخطهما وخط زوجها الكاساني وكانت في يدي فاطمة سواران (باعتهما) وعملت بالثمن الفطور كل ليلة بالحلاوى واستمر ذلك إلى اليوم ولهذا سميت تلك المدرسة بالحلاوية (لم يزل هذا اسمها وهي من آثار نور الدين الشهيد عمرها سنة ٥٥٤).
وقال في الفوائد البهية أيضاً في صفحة ٥٣: أبو بكر بن مسعود بن أحمد علاء الدين ملك العلماء الكاساني صاحب البدائع شرح تحفة الفقهاء أخذ العلم عن علاء الدين محمد السمرقندي صاحب التحفة عن صدر الإسلام أبي اليسر البزدوي وعن أبي المعين ميمون المكولي وعن مجد الأئمة السرخسي وله كتاب السلطان المبين في أصول الدين وتفقه عليه