ستصدر عما قريب دائرة المعارف الإسلامية التي ألفها هوت سما من أساتذة كلية ليدن بمعاونة جماعة من علماء المشرقيات مثل هوار وفو لرس وبرتولد وزترتستين وهور وفيس وبكير ومارسي وباسي وغيرهم من الهولنديين والفرنسيون والألمانيين والنمساويين والسويديين وقد ذيلت كل مقالة بتوقيع كاتبها على الأوروبيين في موسوعات العلوم عندهم وقرأنا في مجلات العلوم الشرقية ثناء كثيراً على هذا العمل النافع وتدقيق كتابها في المسائل التاريخية والاجتماعية والإسلامية. وإنا نعرف بعض من اشتركوا فب تأليف هذه الدائرة النافعة وهم متمكنون من آداب العرب وتاريخهم مطلعون على ماضي الإسلام وحاضره وما منهم إلا من طاف كثيراً من أقطار المسلمين وعاشر أهلها وأطلع على أحوالها. فلا جرم أن يجئ مما تخطه أناملهم مثال التحقيق وأنموذج الرواية والبعد عن الغرض.
عرب سورية فقبل الإسلام
المسيو دوسو عالم من أهل الإحصاء في سورية عرفناه منذ بضع سنين أيام رحلته الأخيرة إلى بلاد الصفا وهو يكاد اليوم يكون حجة بلغة الصفا وتاريخها. وكتابة الصفا لم تكن معروفة قبل خمسين سنة فحلها جماعة من علماء المشرقيات وانتهت الرياسة فيها لصديقنا دوسو واللغة الصفوية هي اللغة العربية وأهل الصفا هم أول النازحين إلى سورية وإن جاء بعدهم بعض القبائل إلا أن تاريخ أولئك قد عرف أكثر من غيرهم من أهل سورية الراحلين بما اكتشف من أثارهم ومصانعهم ونقوشهم المزبورة على الأحجار وقد كان عدد ما عثر عليه ١٧٥٠ كتابة اكتشف نصفها المسيو دوسو والمسيو ماكر وهي مهمة من حيث الحياة الإسلامية ومما قاله فيه أنه ينبغي تصحيح الأفكار الشائعة والأغلاط التي يقع فيها بعضهم بشأن العرب فإن العرب ليست على إطلاقها من أهل الجزيرة العربية بل أن سكانها الرحالة في الجنوب من أصول أخرى وينبغي أن يطلق اسم العرب على سكان أواسط جزيرة العرب وشمإليها وعلى قبائل الرحالة التي تطوف في بادية الشام لأن هذه البلاد عربية صرفة وانتقل كل سنة يأتي هذه البلاد بقبائل من نجد وكل قبلة تعقد مع