[وقفة عند يلدز]
لمن القصر لا يجيب سؤالي ... آهلات ربوعه أم خوال
مشمخر البناء حيث ترآى ... بالياً مجده بلى الأطلال
لم تصبه زلازل الأرض لكن ... قد رمته السماء بالزلزال
وكسته الأيام بالصمت لما ... نطقت فيه حادثات الليالي
فترآءت أبكاره شاحبات ... باكيات بأعين الآصال
* * *
أيها القصر ايه بعض جواب ... لا تكن ساكتاً على تسآلي
ليت شعري والصمت فيك عميق ... ذاكرٌ أنت عهدهم أم سال
ما تداعى منك البناء ولكن ... قد تداعى بناء تلك المعالي
كنت كل البلاد في الطول والعر ... ض وكل العباد في الأعمال
كنت مأوى العلى مثار الدنايا ... مهبط العز مصدر الإذلال
كنت جباً وأيّ جب عميق ... بالغاً للنفوس والأموال
مورد الخائنين كنت وكانت ... منك تدلى مطامع العمال
قصر عبد الحميد أنت ولكن ... أين يا قصر أين عرش الجلال
أين خاقانك الذي كان يدعى ... قاسم الرزق باعث الآجال
ما أرى اليوم ذلك المجد إلا ... كخيال يمر بعد خيال
هل وقوفي على مبانيك إلا ... كوقوفي على الطلول البوالي
قد تخونتنا ثلاثين عاماً ... جئت فيها لنا بكل محال
تلك أعوام رفعةٍ للأداني ... تلك أعوام خطة للأعالي
تلك فيما جرت به نقطة سو ... داء تبقى بجبهة الأجيال
ملأت خطة الزمان شناراً ... فأبتها كل العصور الخوالي
يثب العدل طافراً كلما م ... رَّ عليها مشمر الأذيال
وكأني أرى اضطراب نفوس ... كنت تغتالها وأي اغتيال
أسمع الآن فيك ما كان يعلو ... من أنين لها ومن أعوال
حائمات على الذي فيك أبقي ... ن دفيناً من الرفات البوالي