جاء زمن الكن والكانون وبرد الجو وتغيرت الأهوية فكثرت بذلك الأدواء ولاسيما النزلات فارتأى أحد أطباء فرنسا أن خير ما يقي الصحة من التداعي في مثل هذا الفصل الامتناع عن شرب الماء المبرد أو المثلج أو المقطر وأن يمتنع عن التوابل (السلطات) والبقول النيئة كالفجل والخرشوف (الأرضي شوكي) وأن تنظف المساكن كل التنظيف ويرش أرضها بكلور والجبر (الكلس) على معدل خمسة في المائة وتدهن حيطان الغرف بخاثر الجير مضافاً إليه كلور وأن لا يفرط الإنسان في استعمال الضروريات على أنواعها.
إطالة الحياة
كتب أحدهم في إحدى المجلات الباريسية الخطيرة مقالاً في معنى إطالة الحياة قال فيه أن القول بأن الهرم يبدأ في سن التسعين فينقطع المرء لهذا عن أعماله وملاذه استعداداً للموت هو حديث خرافة لا يقره من درس علم منافع الأعضاء. قال وإذا ضعفت وظائف هضمنا أو غيرها من الوظائف أو أقعدت عن عملها فلا تمل يا هذا باللوم على الأيام بل لم نفسك بما أسرفت واستهترت. الهرم هو دور الحياة الذي لا يعود فيه المرء يستمتع إلا بجهاز بال فيموت حتف أنفه بيد أن هذا الأجل هو أطول مما يتوهمه الناس إذ يمكن أن يمتد إلى مائة وخمسين سنة وأحياناً إلى مائتين والدليل على ذلك أنك إذا رجعت إلى سجل الوفيات في باريس تلك العاصمة التي فيها من مضنيات الحياة والصحة ما يسوء وينوء تجد الأعمار فيها قد تطول إلى ثمانين أو خمس وثمانين سنة وربما إلى أكثر من ذلك أحياناً.