انتشر السل هذه الأيام انتشاراً غريباً وصرفت المبالغ لصد غاراته فلم تأت بنتيجة وإن خففت وطأته بعض التخفيف وأكثر الأسباب التي تدعو إليه الإدمان على تعاطي الكحول والعدوى والسكن في بيوت فسد هواؤها لعد وصول الشمس إليها. ومن جملتها الغذاء فإن الغذاء الناقص هو واسطة لانتشار السل وأكثر ما يقع ذلك لأرباب الفاقة والعملة. فإنك ترى الواحد منهم يصرف قسماً وافراً من أجرته في غذاءٍ ناقص وقد يتأتى له بالقيمة نفسها أو بأقل منها أن ينال غذاءً كاملاً فترى الرجل الذي يصف كمية وافرة من قوته العضلية يأكل كثيراً من اللحم ويشرب الأشربة الروحية فيخصص الشاب الذي دخله في النهار أربعة أو خمسة فرنكات نصفها للشراب وإذا دققنا نرى كثيراً من المآكل الباهظة الثمن ليس فيها كمية وافرة من الكالوري.
ففي لتر من اللبن ٦١٦ من الكالوري وفي ١٠٠ غرام خبز ٢٣٥ وفي ١٠٠ غرام لحم ١١٧ وفي ١٠٠ غرام بقول ٣١٥. فيتبين من هذا أن البقول مع كونها أرخص من اللحم تعطي حرارة أكثر منه بثلاث مرات. وأن كيلو غراماً واحداً من المعجنات (طحين وسكر) ليعطي ٤٢٠ من الكالوري أربع مرات أكثر من اللحم. وفي عشر قطع من السكر قيمتها خمسة سنتيمات من الكالوري أكثر من نصف لتر من الخمر الذي تساوي قيمته من ٢٥ إلى ٣٠ سنتيماً. ويحتاج الرجل الذي يشتغل بقوة جسمه إذا كان وزنه ٧٥ كيلو غراماً لصرف ٣٦٠٠ من الكالوري بمعدل ٤٨ كالوري بالكيلو غرام فإذا أنفق العامل نفقة معتدلة وجرى على الجدول الآتي في كل منها - حفظ صحته وطال عمره: