[ديوان الرصافي]
طبع بالمطبعة الأهلية في بيروت سنة ١٣٢٨ (ص٢٣٠)
يعرف قراء هذه المجلة شعر معروف أفندي الرصافي بما قرأوه وله في مجلدات المقتبس الأربع من الشعر الاجتماعي العذب المتين الذي كان فيه الفرد المقدم في العراق والشام أيام كان الكلام يحظر عَلَى كل إنسان وقد اشتهر بذلك حتى وصفه بعضهم بأنه شاعر المقتبس ولا عجب فهذه المجلة تفاخر بهذه النسبة. وقد طبع هذه المرة ديوانه وأكثر من ثلاثة أرباعه مما نشر في هذه المجلة عني بتبويبه الشيخ محي الدين الخياط من أفاضل بيروت وقدم له مقدمة رائقة وجعله في أربعة أبواب الكونيات والاجتماعيات والتاريخيات والوصفيات ومن شعر الرصافي الأخير من قصيدة في جرائد الأستانة.
ولم يكفها هذا الخلاف وإنما ... أطافت بنقصٍ للحقيقةِ زائد
فما بين مكذوب عليه وكاذب ... وما بين محجود عليه وجاحد
ترى في فروق اليوم قراء صحفها ... فريقين من ذي حجة ومعاند
جدال عَلَى مر الجديدين دائم ... بتفنيد رأي أو بتنقيد ناقد
وقال فيها:
ولم أر شيئاً كالجرائد عندهم ... مبادئه منقوضة بالمقاصد
يقولون نحن المصلحون ولم أجد ... لهم في مجال القول غير المفاسد
وكيفيبين الحق من نفثاتهم ... وكل له في الحق نفثة مارد
وقال من قصيدة في وصف لبنان:
لبنان تفعل بالحياة جنانة ... فعل الزلال بغلة الظمآن
وترد غصن العيش بعد ذبوله ... غضاً يميد بفرعه الفينان
فكأن لبنانا عروس إذ غدا ... يزهو بنشر غدائر الأغصان
وكأنما البحر الخضم سجنجل ... يبدي خيال جمالها الفتان
جبل سمت منه الفروع وأصله ... تحت البسيطةِ راسخ الأركان
تهفو الغصون به النهار وفي الدجى ... تهفو عليه ذوائب النيران
وترى النجوم عَلَى ذراهُ كأنها ... من فوقه درر عَلَى تيجان