أحسن ما يقال في تقريظ هذا الكتاب الذي عربه عن الإنكليزية الكاتب البارع محمد لطفي أفندي جمعة أحد منشئي الظاهر ما قالته جريدة الطان الفرنسية في وصف مؤلفه من أنه هو المؤلف الذي خلص من أوهام محيطه وجنسه وما الخلاص منهما بالأمر السهل في الغالب. وقد بحث فيه بحث المتجرد عن الغرض في تاريخ مصر وأعمال فرنسا بريطانيا فيها وما تم علي يد رجالهما من أعمال العمران ورأى أن تنجلي بريطانيا عن القطر لأنه أصبح من المماليك الحية. وقد جاء التعريب رشيق الأسلوب فصيح التعابير على نحو ما ينتظر من أديب مجتهد متفانٍ في خدمة أمته. فنثني على الكاتب حريته وعلى الناقل غيرته. ونتمنى أن يكثر أمثال هذا في الكاتبين المجتهدين والمعربين المجيدين. وقيمة الكتاب عشرة قروش أميرية وهي زهيدة في جانب جودة طبعه ووضعه.
آفات المدنية الحاضرة
للكاتب المجيد جرجي أفندي نقولا باز من ناشئة بيروت ولع شديد بخدمة الآداب وتحسين ملكات الأخلاق والمجتمعات عرف له ذلك مما وازر به الصحف والمجلات العربية. وقد أتحفنا هذه المرة بكتابه الأخير آفات المدنية الحاضرة تكلم فيه على ما عهد فيه كلام من برئت نفسه من الأغراض ولم يحرص إلا على الدعوة إلى الفضائل ورفع الستار عما موه به وجه هذه المدنية من الشر الباطل والطلاء الزائل فأفصح كل الإفصاح في كلامه على المقامرة والمعاقرة والمخاصرة وعلى غيرها من الرذائل وعساه يزيدنا من البحث في هذا الموضوع المفيد في رسائل خاصة أو في الصحف فإنه ابن بجدته وأبو عذرته.
عين بعين
امتاز الأديب البارع نقولا أفندي حداد بأنه يتشبع من الموضوعات التي يجول فيها ولذلك كتبت له الإجادة في اكثر ما كتب من الرسائل والمقالات. وأمامنا الآن روايته الأخيرة عين بعين زبدتها تغلب الخير على الشر ولو في الآخر وفيها عبرة للأشرار وسلوة للأخيار فنحث على اقتنائها.