للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويهدد نجاح صناعة الأمة من هذا الوجه فتجارة الولايات المتحدة لا تحمى لكونها في حالة الطفولية بل حباً بالاحتفاظ بعلو مرتبتها الحاضرة المحققة في أوربا.

ولقد عظمت النتائج الاقتصادية بهذا الفكر فتضاعف عدد الأماكن في ثلاثة أرباع قرن كما تضاعفت القوة الصناعية وارتقى عدد الغلات من ١٥ ملياراً إلى ٦٥ ملياراً. ويظهر من تقرير نشره مكتب الإحصاء في واشنطون منذ سنتين في معنى تجارة أميركا مع العالم أجمع أن الولايات المتحدة أول قوة اقتصادية في الكرة الأرضية ولإنكلترا المقام الثاني. ففي الولايات المتحدة ينبت ٧٥ في المائة من مجموع غلات القطن في العالم وهي تحرص على إبقائها لمعاملها الخاصة. من أجل ذلك ما فتئت تبني المعمل إثر المعمل حتى زادت الآلات في معاملها ٢٢ في المائة على حين لم تزد في معامل أوربا على عشرة في المائة. ومن جملة ما بني معمل فيه خمسمائة ألف آلة ومغزل و١٢ ألف نول في ضواح سان لويس. تلك المدينة التي قام فيها معرض أميركا سنة ١٩٠٤ في بقعة مساحتها خمسمائة هكتار من الأرض وكلف من النفقات ٢٥٠ مليوناً وهو ضعفا معرض شيكاغو سنة ١٨٩٣ وأربعة أضعاف معرض باريس سنة ١٩٠٠. معرض دهش له عالم الصناعة والتجارة.

ولا غرو في هذا فإنك تعرف مقدار ارتقاء هذه الأمة من أرقام وارداتها وصادراتها فقد كانت وارداتها سنة ١٨٩٧_٩٨، ٣٠. ٠٨٠. ٢٤٨. ٢٧٠ فرنكاً وصادراتها ٦. ١٥٧. ٤١١. ٦٥٠ فرنكاً ومجموع تجارتها ٩. ٢٣٧. ٦٥٩. ٩٢٠ فرنكاً وارتقت وارداتها سنة ١٩٠٢_٩٠٣ إلى ٥. ١٢٨. ٧٥٧. ٦٤٠ وصادراتها إلى ٧. ٤٠٠. ٦٩٠. ٠٧٠ ومجموع تجارتها إلى ١٢. ٢٢٩. ٤٤٧. ٧١٠ ومن ذلك يدرك القارئ ولاشك ما تم من النجاح في تلك البلاد بفضل مبدأ مونرو وهو كما وصفه أحد علماء الألمان الإنجيل السياسي الذي تراه معلقاً في شوارع الولايات المتحدة لعهدنا وبفضله كفت عنها غارة الأوروبيين ووقيت سوء المغبة في شؤونها المالية.

٦

[الآشوريون والبابليون]

بلاد الكلدان