[يا عدل]
متى تحضر نطب يا عدل بالا ... وأما أن تغب عنا فلا لا
وكم واعدتنا يا عدل وصلاً ... رجوناه فلم تُنِل الوصالا
وطالبناك بالإنجاز لما ... مطلت فلم تزد إلا مطالا
إلى الناس التفت يا عدل يوماً ... فإن عليك للناس اتكالا
زوالك لا تهنّأ مُحضِروه ... يكون لعز مملكة زوالا
وإن السعد حيث طلعت يبدو ... وإن الأمن حيث تميل مالا
وإنك كالصباح إذا تجلى ... وأسفر عن عمود قد تلالا
وإنك قد أضأت الناس قدماً ... وإنك كنت حينئذٍ هلالا
فكيف وأنت هذا العصر بدرٌ ... بلغت تمام ضوئك والكمالا
تواري نورك المحبوب عنا ... وتحجب عن محبيك الجمالا
أقم للحق ديواناً عظيماً ... ورخّص كي نلمّ به عجالى
فنقرأ في ظلامتنا كتاباً ... ونشكو في حضورٍ منك حالا
* * *
وقفت وأعيني مغرورقات ... على ربع لميَّة قد أحالا
على ربع لمية زايلته ... ولم يكُ عرف مية عنه زالا
أسائله فلم يُرجع جوابي ... كأن الربع ما فهم السؤالا
وقفت محاذياً طللاً حكاني ... به وحكيت دارسه هُزالا
كأني إذ أسائله خيالٌ ... يخاطب في معطّلة خيالا
ذكرت به زماناً فيه ميٌّ ... تلاعبني وتوليني الوصلا
وصالاً قد نعمتُ به كأني ... شربت به على ظمأ زلالا
* * *
ألا يا ميّ حبك في فؤادي ... كمثل النار يشتعل اشتعالا
أبيني كيف ليلك قد تقضى ... فبعدك ليلنا يا مي طالا
أمية نوّلينا منك قرباً ... أمية ثم لا تذري النوالا
ولم نك إذ منعت الوصل ندري ... أبخلاً كان ذلك أم دلالا