للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أذنب يا رعاك الله أنا ... عشقنا منك يا مي الجمالا

* * *

أدر في الربع عيناً منك وانظر ... إلى حال إليها الربع حالا

تولّى فيه عنك العيش حلواً ... فخلّ العين تنهمل انهمالا

وما الربع الذي أخبرت عنه ... سوى الوطن الذي ركناه مالا

وليس سوى العدالة ما هوينا ... وميٌّ قد ذكرناها مثالا

إذا أمست حياة المرء عبئاً ... عليه لا يطيق لها احتمالا

ولازمه من الأحزان داء ... وأصبح داؤه داءً عضالا

وقد فرحت أعاديه شماتاً ... وفارقه أحبته ملالا

فليس سوى الحمام له طبيب ... يداوي منه آلاماً توالى

فإن الموت يرحمه وينفي ... خطوباً قد نزلن به ثقالاً

وإن الموت ملتجأٌ كريم ... لمن ألقى بساحته الرحالا

فزرنا عاجلاً يا موت زرنا ... فإن لنا بزورتك احتفالا

ويا نفس ارحلي عنا ففينا ... بقاؤك لم يكن إلا ضلالا

ودوسي في طريقك كل صعب ... بعزم تنطحنين به الجبالا

فإن إن برحت الحسم منا ... سموتِ إلى ذرى جو تعالى

* * *

نفرّ من الحياة إلى المنايا ... لأن حياتنا أمست وبالا

نريد من الكروب بها خلاصاً ... وعن دار الهوان بها ارتحالا

وإن لنا إذا متنا حياةً ... ننال إلى السماء بها انتقالا

ستخرج عن مضيق الجسم روحي ... وتُلْفي في الفضاء لها مجالاً

بقاء الروح بعد الجسم أمر ... به اختلفوا ومن يدري المآلا

فقال البعض أن الروح تبقى ... إذا انفصلت عن الجسم انفصالا

وقال البعض أن النفس تفنى ... إذا لاقت قوى الجسم انحلالا

فظن بقاءها حتماً أناس ... وعدّ بقاءها قومٌ محالا