نص ابن خلدون في المقدمة عند كلامه على صناعة الشهر ووجه تعلمه أن كتاب العمدة لابن رشيق (المتوفى سنة ٤٦٣) مستوفى في هذه الصناعة وتعلمها وفيه البغية من ذلك. وقد كان طبع الجزء الأول منه في تونس فأعيد طبعه الآن وأضيف إليه الجزء الثاني مصححاً بقلم الشيخ محمد بدر الدين النعساني وذكر في الصفحة الأولى منه أنه قوبل على ثلاث نسخ وكنا نود لو عرفنا هذه النسخ بأعيانها وتواريخا ليظهر فضل العناية. والكتاب شهل الإنشاء آخذ بطرف الموضوع الذي طرقه ابن رشيق والأدب غضّ والنفوس مولعة به. نشأ مؤلفه في مدينة القيروان خامس مدينة في الإسلام ولما خربت رحل عنها إلى صقلية وناهيك بمن يقول فيه الصلاح الصفدي وفي مصنفاته وأكثرها في الشعر والأدب. وقد وقفت على هذه المصنفات والرسائل المذكورة بجميعها فوجدتها تدل على تبحرة في الأدب وإطلاعه على كلام الناس ونقله لمواد هذا الفن وتبحره في النقد. والكتاب لا يسأم المطالع من النظر فيه خصوصاً مع جودة طبعه الآن لأن مؤلفه لا يطيل الأبواب والفصول وينتقل فيه الناظر من فكاهة إلى أطروفة إلى أدب وعلم وشعر وكله مما يروّح به الإنسان عن نفسه وفيه قصص لطيفة تصور حالة العرب في اجتماعهم وتنافسهم في الشعر والأدب قبل الإسلام وبعده وقد وقع الكتاب في مجلدين ويطلب من مكتبة طابعه أمين أفندي الخانجي بالحلوجي.
ديوان الخليل
أتحفنا خليل أفندي مطران الشاعر المشهور في خدمة الأدب والصحافة بنسخة من الجزء الأول من ديوانه الذي طبعه مؤخراً في زهاء ثلثمائة صفحة في الغزل والنسيب والمديح والرثاء والتهنئة ووقائع أحوال وأحسن ما يقال فيه أن نورد للقراء نموذجاً من هذا الشعر العصري المنسجم قال في وصف قلعة بعلبك:
همّ فجر الحياة بالإدبار ... فإذا مرّ فهي في الآثار
والصبي كالكرى نعيم ولكن ... ينقضي والفتى به غير داري