لا تتجاوز عدد الكتب التي عربت في سورية منذ انتشار حرية المطبوعات عدد الأنامل وكتاب البنين تأليف بول دومر من رجال السياسة الفرنسوية هو من أنفع الكتب ولذلك أحسن عبد الغني أفندي العريسي أحد صاحبي جريدة المفيدة في نقله إلى هذا اللسان العربي وقد قدمه إلى رفيق بك العظم فقدم له صديقنا هذا مقدمة في علم الأخلاق عند العرب وذكر ما كتب فيه علماؤهم وعرب فيه حديثاً إلى لغتهم أجاد فيه كل الإجادة.
والكتاب تأليف رجل جرب الأمور فقال عن تجربة أكثر مما يقول عن علم نظري قسمه إلى أبواب الباب الأول في الإدارة والملكة والواجب والإقدام والسعي والعمل وتهذيب الأخلاق والعدل والإخاء والحرية والتسامح وتهذيب العقل وتأثير الأخلاق في الجسم الباب الثاني في ذوي القربى والأرحام والمحبة والوداد والزواج والبنين والسعادة والثراء ونقص الأنفس الباب الثالث في الديمقراطية والدستور والواجبات الوطنية والمساواة في الحقوق وأنواع الحرية والتعليم والتعاون وتدارك البؤس الباب الرابع في حب الوطن والسفسطائيين وهذه الأمة وقوى الوطن والحرب والجنس البشري.
لا نعلم الطريقة التي جرى عليها المعرب لأن الكتاب الأصلي غير موجود لدينا لنقابل بين الأصل والفرع ولم نره منذ أن عربنا عنه يوم صدور مقالة في السنة الأولى للمقتبس عَلَى سبيل النموذج ثم رأينا مجلة أنيس الجليس في الإسكندرية قد عربته أو أكثره ونشرته تباعاً والغالب أنها لم تنشره عَلَى حدة وقد لاحظنا المعرب قد التزم التعريب بالمعنى إلا في مواطن اضطر فيها إلى متابعة الأصل فجاء عَلَى تعريبه بعض الجمل شيء من الاضطراب.
مثال ذلك تعريبه (ص١٣٥) لأبيات فيكتور هوغو يقوله:
عهدنا إ لو ضمنا عمرنا ... ما حبا العمر لسن الأربعين
عهدنا إذ يبسم الدهر لنا ... عن ثغور ملؤها عطف ولين