جاء في تاج العروس أن الأضبط هو الذي يعمل بيديه جميعاً ويقال ضبط الرجل بالكسر يضبط وهي ضبطاء. وفي الحديث سئل النبي (ص) عن الأضبط فقال الذي يعمل بيساره كما يعمل بيمينه وكذلك كل عامل بعمل بيديه جميعاً وهو الذي يقال له أعسر يسر فإن عمل بالشمال خاصة فهو أعسر بين العسر وهي عسراء وقد عسرت بالفتح عسراً بالتحريك ويقال رجل أعسر وامرأة عسراء إذا كانت قوتهما في أشملهما ويعمل كل واحد منهما بشماله ما يعمله غيره بيمينه. ويقال للمرأة عسراء يسرة إذا كانت تعمل بيديها جميعاً ولا يقال أعسر أيسر ولا عسراء يسراء للأنثى وعلى هذا كلام العرب. والعسران جمع أعسر يقال ليس شيءٌ أشد رمياً من الأعسر ومنه حديث الزهري كان يدعم على عسرائه العسراء تأنيث الأعسر اليد العسراء ويحتمل أنه كان أعسر. وبعد فقد قرأنا في مجلة الطبيعة فصلاً تحت هذا العنوان فآثرنا تحصيله قالت: أنشئت في لندرا منذ مدة جمعية لنشر عادة العسر واليسر يقضي على أعضائها أن يدعوا الأولاد والبالغين إلى استعمال كلتا اليدين يعلمونهم ذلك بالمثل ويدربونهم عليه بالقدوة والعادة. ونحن لا نعلم لم لا ينتفع باليد اليمنى كالانتفاع باليد اليسرى على حد سواء على حين ليس هناك عائق يعوق عن ذلك فترى الرجل أو المرأة في عدة صنائع يستعملان باختيارهما إحدى اليدين من دون مشقة. وترى الضاربين بالأرغن يحذقون الضرب باليمنى واليسرى على غرار واحد. وإن كانت اليمنى تترجم عن الجزء المبهم من أنغام هذه الآلة. وضارب الكمنجة يمر أصابع يده اليسرى على درجة من السرعة لا تصدق فيمسك الآلة باليسرى ويستعمل قوس الكمنجة باليمنى.
ويتوصل من يستعملون آلة الداكتيلوغراف أن يضعوا على مصفهم حروفاً باليدين متى مهروا في عملهم. ويقال مثل ذلك في صنائع وأعمال أخرى تكون فيها اليد اليسرى بالضرورة أقدر على العمل من اليد اليمنى وينتفع بكليهما معاً على حد سواء.
الناس في الغالب أياسر بمعنى أنك تجد في المائة أعسرين أو ثلاثة عسران وتجد ٩٧ أو ٩٨ أيسر وتكاد تجد فيهم الأضبط على الندر. واستعمال اليمنى قديم العهد جداً ولا يستعمل المرء كلتا يديه بالطبع بل قد سبق إليه بالدريج ولبعض أسباب. وإنا إذا فحصنا هياكل عظام القدماء نرى بالبحث فيها فروقاً في الطول والثخانة بين الذراعين واليدين مما يستدل منه على أن الناس كانوا في أوائل عهد الإنسانية يستعملون الذراع اليمنى أكثر من اليسرى