فقال عبد الملك: يا ابن قيس أين هذا من عساس مصعب التي تقول فيها:
ملكُ يطعم الطعام ويسقي ... لبن البخت في عساس الخلنج
فقال لا. أين يا أمير المؤمنين لو طرحت عساسك هذه في عس من عساس مصعب لوسعها وتغلغلت في جوفه فضحك عبد الملك. ثم قال: قاتلك الله يا ابن قيس فإنك تأبى إلا كرماً ووفاءً.
قلت وقد اختلفت الروايات في إيراد البيت المذكور ففي الأغاني هذه الرواية. وفي دائرة المعارف الرواية التي ذكرناها في صدر هذه المقالة. وكذلك جاء في محيط المحيط.
وأما رواية التاج فهي:
تلبس الجيش بالجيوش وتسقي ... لبن البخت في عساس الخلنج
وإليك الآن رواية اللسان:
يلبس الجيش بالجيوش ويسقي ... لبن البخت في عساس الخلنج
وفي مادة ب خ ت من التاج:
إن يعش مصعب فإنا بخير ... قد أتانا من عيشنا ما نرجي
يهب الألف والخيول ويسقي ... لبن البخت في قصاع الخلنج
وممن ذكر الخلنج من الشعراء هميان ابن قحافة. فقد قال:
حتى إذا ما قضت الحوائجا ... وملأت ساحلاً بها الخلانجا
منها وثموا الأوطب النواشجا (عن اللسان)
فهذا بحث علمي أدبي لغوي طبي من قديم وحديث عساه يكون كنزاً للطالب والله الموفق إلى السداد بغدادأحد قراء المقتبس