للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الكواكب السائرة]

من المخطوطات في التراجم التي تتصل بطبعها سلسلة تواريخ القرون كتاب الكواكب السائرة بمناقب أعيان المئة العاشرة للنجم الغزي ومنه نسخة جيدة في الخزانة الظاهرية بدمشق دخلت في ثلاثة أجزاء وبلغ عدد أوراقها ١٦٤ بالقطع الكامل وفي آخرها جزء رابع جعله المؤلف ذيلاً على كتابه هذا وهو خمسون ورقة قال فيه أنه ألفه لتمام سنة ثلاث وثلاثين بعد الألف وهي السنة التي جاءت بكل عجائب قال وسميته لطيف السمر وقطف الثمر من تراجم أعيان الطبقة الأولى من القرن الحادي عشر. وقد كتب الأصل والفرع في سنة اثنتين وستين ومئة وألف قال المؤلف بعد مقدمة طويلة: وإني طالما كنت أتشوق إلى تأليف كتاب يجمع التراجم المتأخرين من أهل المئة العاشرة من العلماء الأنجاب فلم أجد من تعرض لهذا المعنى أو دخل في هذا الباب غير أن الشيخ المحدث النحوي شمس الدين محمد بن طولون الحنفي ألف كتاباً جمع فيه تراجم أواخر المئة التاسعة وأوائل المئة العاشرة سماها بالتمتع بالأقران ولم اقف على مجموع هذا الكتاب وإنما وقفت على نحو كراسة منه فاستدللت بالصبابة على العباب ووقفت له أيضاً على الجزء الثاني من تاريخه الذي جعله لحوادث الزمان وسماه بمفاكهة الأخوان وأوله من مستهل سنة سبع وعشرين وتسعمائة إلى ختام سنة إحدى وخمسين فرأيته ذكر فيه وفيات من بلغه وفياتهم في تلك المدة لكنه لم يخرج فيه لتراجمه من عهده ذم وقفت بعد على الجزء الأول منه فرأيته ابتدأ فيه من أول سنة ثمانين وثمانمائة وهي سنة ميلاده وانتهى فيه إلى سنة ست وعشرين وتسعمائة وكنت قد وقفت قبل ذلك على قطعة من تاريخ كتاب الحافظ العلامة بدر الدين العلائي الحنفي في حوادث القاهرة من سنة سبع عشرة وتسعمائة إلى أواخر سنة أربع وثلاثين ثم وقفت على تعلقه بخط والده شخنا الشيخ الإمام الفقيه أبو الندى شرف الدين يونس العيثاوي الشافعي رحمه الله تعالى علق فيها وفيات شيوخه وبعض أقرانه وترجم أكثرهم فذكر من مآثرهم كل مترجم ما يليق بمقامه ومكانه ثم وقفت على قطعة صالحة من تاريخ العلامة شهاب الدين أحمد الحمصي الخطيب الشافعي الذي ضمنه من مهمات الحوادث والوفيات فإذا هو تاريخ عجيب فيه من تراجم القوم ما يغلو في السوم ويحسن له الانتخاب وتحريت فيه بقدر الطاقة والإمكان وجه الحق والصواب وسلكت بين طريقتي الإيجاز والأطناب لأنه أقرب لتناول المقتصدين وأنفع لمن يريد الكشف من أحوال