للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مخطوطات ومطبوعات]

الذخيرة لابن بسام

في مكتبة الأمة بباريز الجزء الأول من كتاب الذخيرة لابن بسام وهو بخط مغربي ناقص ورقه من أوله وآخر هذا الجزء ترجمة الوزير أبي عامر بن مسلمة وهو في ٢٦٣ ورقة من القطع الكبير حديث الخط فيما يظهر. وفيها السفر الثاني من كتاب الذخيرة منسوخ عن نسخة مكتبة أكسفورد وقدج ذكر فيها أن الخط المنقولة عنه رديء جداً ولذلك جاءت فيها أغلاط قد لا يهتدى إليها وأوله فصل في ذكر الأعيان المشاهير أرباب صناعة المنظوم والمنثور بحضرة اشبيلية ونواحيها وما يصاقبها ويدانيها من بلاد ساحل البحر والمحيط الرومي وهو الجانب الغربي من جزيرة الأندلس وإيراد ما بلغني من غرر أشعارهم ومستظرف أخبارهم مع ما يتعلق بها ويذكر بسببها.

قال ابن بسام: وحضرة اشبيلية على قدم الدهر كانت قاعدة هذا الجانب الغربي من الجزيرة وقرارة الريامة (؟) ومركز الدول المتداولة ومنها شهدت البلاد وأبتت الجهاد عليها الفرسان كأنها العقبان وبهذا الأفق نزل جند حمص من المشرق وسميت حمص ولما كانت دار الأعزة والأكابر نابت فيها الخواطر وصارت مجمعاً لصوب العقول ودرب العلوم وميداني فرسان المنثور والمنظوم ولاسيما من أول المائة الخامسة من الهجرة حين فرح كل حزب بما لديه وغلب كل رأس على ما في يديه بعد الدولة الحامدية فأضحت أقطاب الجزيرة يومئذ كبني الأعيان وأهلها كما قال أخو بني عدوان:

عذيري الحجي من عدوا ... ن كانوا حية الأرض

بكى بعضهم بعضاً ... فلم تبق على البعض

فاشتمل هذا القطر الغربي لأول تلك المدة على بيتي حسب وجمهور في أدب مملكتان من لخم وتجيب حصرتا بلاده وأكثرتا رواده فأتاه العلم من كل فجِّ عميق وتبادره العلماء من بين ساق ومسبوق وكل ما نشأ من هذين البيتين أمير وأن إلى العلم أطلب وفي أهله ازغب والسلطان سوق يجلب إليه ما ينفق لديه حتى اجتمع في الجانب الغربي على ضيق أكنافه وتحيف الحذر قصه الله لأطرافه ما باهى الأقاليم العراقية وأنسى بلغاء الدولة الديلمية فقل ما رأيت فيه شايراً غير ماهر ولا شاعراً غير قاهر دعوا حر الكلام فلبى وأرادوه فما تأبى