جزيرة سيلان معروفة في هذا القطر كثيراً وهي في جنوب الهند وسكانها نحو ثلاثة ملايين وقد بحث أحد علماء الفرنسيين فيما بلغته من الارتقاء في العهد الأخير فقال: لم يكد يتم فتح الجزيرة حتى أخذ الإنكليز يدخلون إليها نظاماً استعمارياً جزيل الفائدة فمن أهم الإصلاحات السياسية والاجتماعية التي قامت على عهدهم أبطال التعذيب والعقوبات البربرية وإقامة مجالس الشيوخ وإلغاء الرقيق والأعمال الشاقة وإلغاء التمييز بين طبقات المذاهب في الشؤون القضائية وإقامة مجلس تشريعي مؤلف من أعضاء رسميين ونشر حرية المطبوعات وإلغاء احتكار زراعة القرفة وتأسيس صندوق للتوفير والعناية بأعمال من شأنها تسهيل سقيا الأراضي وإقامة الطرق والسكك الحديدية وإنشاء بريد منظم وإدارة برق وإدارات عامة أخرى وتعديل القوانين المتعلقة بزواج الوطنيات وتحسين أحوال البيوت والأسر ونشر صحف باللغتين السنغالية والتالمية.
وقد ضوعفت الطرق والجسور وأنشئت السكك الحديدية التي تسهل المواصلات وتعود على السكان برفاهية العيش وتحمل التمدن إلى شعوب داخلية البلاد وتقلل عدد الهالكين بالقحط وتقضي على أوهام طبقات الأمة. قال والسكك الحديدية من الأدوات النافعة في إنجاح الشعوب الشرقية. ولقد تنقل سكك سيلان كل سنة نحو مليون ونصف من المسافرين من أبناء البلاد أي أكثر من العدد التي كانت تستطيع عجلات البقر القديمة أن تنقله في قرن واحد. وكانت طرق المواصلات من قبل مقصورة على بعض قنوات بناها الهولنديين أيام استيلائهم على تلك الجزيرة في العمارات البحرية من الشط الغربي في الجزيرة. ولما حل الإنكليز فيها لم يكن بها طرق معبدة مطروقة في أنحاء الجزيرة كلها أما اليوم فإنها غاصة بخطوط الطرق العجيبة. ومن أعجب ما في العالم السكة الحديدية التي تربط الساحل بجبال الداخلية.
وقد ارتقت سيلان منذ سنة ١٨٦٥ ارتقاء كان من نتائجه أن استطاعت القيام بجميع نفقاتها العسكرية بذاتها ولم تعد عبئاً ثقيلاً على مركز إدارة البلاد وهي تؤدي اليوم للحكومة ١٦٠ ألف جنيه مساناة للإنفاق على الحامية. أما انتشار المعارف في سيلان فيفوق انتشاره في سائر أصقاع الهند فقد أقامت الحكومة مدارس وطنية في كل بلد وقرية وعدد التلامذة اليوم واحد من عشرة من الصبيان الذين بلغوا سن الدراسة على أنك تكاد لا تحصي تلميذاً واحداً