الجيوش حتى انتصروا على عرب الجزائر وقد مضى عليهم سبعون ستة في البلاد ولا يزال العرب يكرهونهم وينتظرون فرصة تمكنهم من خلع نير فرنسا عن بلادهم. ولطالما حاولت فرنسا بث النصرانية ففشلت فشلاً قبيحاً. فإذا أصر العرب على البقاء على دينهم ورفضوا المدنية المسيحية فإنهم لا محالة يبيدون.
وحيث نظرنا في إفريقية فإنا نرى مستقبل أهليها أسود قاتم إذ لا نرى في أوربا لإفريقية أملاً. وليس أمامنا إلا وسيلة واحدة وهي أن تهب قوة إسلامية وتختلط بتلك الشعوب فتستطيع بدينها أن تصل إلى أعماق قلوب الوطنيين وبذلك يمكن منحهم مدنية إن لم تكن أحسن مدنية فإنها بلا ريب يجهزهم إلى ما هو أرقى منها من المدنيات ولا نرى مدنية قادرة على القيام بذلك العمل الجليل إلا مصر بعد تحريرها.