اعتاد صديقنا صاحب هذه الرسالة أني رينا كل يوم أثراً من آثار علمه واطلاعه ودليلاً من أدلة مضائه واضطلاعه فهو اليوم المرجع الأكبر في أحوال الإسلام والمسلمين ومن أعظم أئمة الغربيين الواقفين على منزلة الشرقيين ورسالته هذه كسائر ما خطته يراعته أو صدرت تحت رعاية مملوءة بحسن الظن بمستقبل المسلمين افتتحها بقوله أن العالم الإنكليزي السكسوني الذي ذهب بفضل التقدم في أعماله الاقتصادية ليس هو من حيث العدد إلا نصف العالم الإسلامي فهو عبارة عن ١٢٥ مليون ساكن في بريطانيا العمى والولايات المتحدة وكندا وأستراليا وأفريقيا الجنوبية والهند وسائر المستعمرات الساحلية التي ينزلها العنصر الإنكليزي أما الإسلام فتجمع كلمته من ٢٠٠ إلى ٢٥٠ مليون من البشر ويمتد سلطانه من الصحارى المتجمدة في إيريتش وأوهيو إلى مدن أفريقية الجنوبية من الأرخبيل الهندي إلى شواطئ الأتلانتيك مع فروع في أوربا تصل إلى ليتوانيا وبولونيا كي ينتشر وراء البحر المحيط إلى أميركا وأستراليا. والمسلمون كالسكسونيين تراهم تارة مجتمعين في بلاد إسلامية خاصة بهم وأخرى متفرقين بين من لا يدينون بدينهم فمركزهم الجغرافي ذو شأن في العالم.
والسواد العظم من المسلمين في آسيا فهو فيها عبارة عن ١٧٠ مليون مسلم أي مثل مجموع سكان أميركا الشمالية والجنوبية وإسبانيا والبرتقال. ففي العند الإنكليزية ٢٨٤ مليوناً من السكان منهم ٦٢ مسلم في الهند الصينية إلى سائر السكان نسبة ٠٥_١٠٠ من مجموع السكان ومعدلهم في الصين من ٥ إلى ٦ في المئة وفي الأفغان ٥_٩٩ في المئة وفي بخارى ٩٦ في المئة وبلوجستان ٩٤ في المئة و٩٣ في فارس وينزل معدلهم كلما تقدمت نحو الغرب فبينا تجدهم ٩٨ فقي المئة ببلاد العرب ينزل معدلهم إلى ٨٦ في المئة بين النهرين وإلى ٧٨ في المئة في آسيا الصغرى والمعدل العام للمسلمين في آسيا هو ٢٠ في