المئة ويبلغ في أفريقية ٣٦ ففيها ٦٠ مليون مسلم مقابل ١٦٥ مليون أفريقي وينزل معدل نفوسهم من الشمال إلى الجنوب ويكون سوادهم الأعظم في الشمال أي في مراكش والجزائر وتونس وطرابلس ومصر وأصل سكان أفريقية الشرقية من جالية العرب والهنود ينزلون في رودوسيا والترنسفال والناتال والراس ومدغسكر وجزائر كومور وموريس ولا يقل عددهم عن مائتي ألف ولا يكثر عدد المسلمين في أوربا إلا في بلاد روسيا ففيها نحو ثلاثة ملايين من التاتار وكذلك ترى في شبه جزيرة البلقان أجناساً من الأتراك والأرناؤد وغيرهم لا يقل عددهم عن ثلاثة ملايين أيضاً أما سائر بلاد أوربا فليس فيها إلا عدد قليل لا يتجاوز الألوف من المسلمين المختلفين فقي أجناسهم وليس هو ثابتاً. وإذا أضفنا إلى أستراليا وتوابعها نحو ٤٠ إلى ٥٠ ألف أفغاني وهندي وماليزي ومثل هذا القدر في أميركا بأشرها من الأتراك والعرب والصينيين والزنوج جاءت معنا لائحة صحيحة في الجملة من العالم الإسلامي.
وبعد أن أفاض قليلاً في وصف معتقدات المسلمين وعاداتهم قال أن لسان القرآن الإلهي يحدث صلة أخرى بين أعضاء الأسرة الإسلامية الكبرى فإذا كانت اللغة العربية لا يتكلم بها سوى خمسين مليوناً من الآسياويين والأفريقيين من نهر الفرات إلى النيجر فهي يترنم بها في المدارس الإسلامية من بلاد السين إلى أفريقية الجنوبية من جزائر الفلبين إلى مراكش وتستعمل لغة كتابة عند الخاصة في كل بلد اجتمع فيه المسلمون ليتلوا القرآن العظيم. وإن الشعوب الإسلامية التي لم تقبل اللغة العربية قد دخل إلى لغاتها منها الشيءُ الكثير فالفارسية والتركية والملازية تكتب بحروف عربية ولغة الأوردو الهندية قد دخلها كثير من التعابير العربية وكذلك اللغة السواحلية ولغة البول والبربر في أفريقية.
وذكر المؤلف تاريخ الصحافة الإسلامية بإيجاز فقال مع أن تاريخها يرد إلى سنة ١٨٢٨ أيام أنشأ محمد علي الوقائع المصرية أصبحت الآن منتشرة ولاسيما في مصر على عهدها الأخير والبلاد العثمانية بعد الحرية وقدر الصحف الإسلامية في الأرض بأربعمائة منها ١٥٠ باللغة العربية أكثرها في مصر والشام وتونس. وأفاض في المشاريع الصناعية والتجارية التي أخذ المسلمون في آسيا خصوصاً يدخلون فيها ويبرزون كغيرهم من الشعوب الراقية وأحسن ظنه بنهضة المرأة التركية وكيف يحاول المجددون في الإسلام