للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اليوم أن يدخلوا العلوم والفنون حتى في الجوامع كما فعل التونسيون في جامع الزيتونة والمصريون في الأزهر وذكر مثالاً من السكك الحديدية وأعمال الكهرباء والبخار ولاسيما في البلاد العربية فقال أن المدنية المنورة مع أنها في قفر بين البدو تنار بالكهربائية كما أن ينبع تشرب من ماءٍ مقطر بالبخار والإمام يحيى في اليمن يطلب تمديد سكة حديدية من الحديدة إلى صنعاء.

ثم قال أن المفكرين من السياسيين الغربيين لينظروا وحق لهم أن ينظروا إلى هذه النهضة الحديثة في الإسلام لا من حيث الدعوة إلى الجامعة الإسلامية ولا من حيث الجامعة الوطنية بل الواجب أن ينظروا إلى ما يتوقع أمره في القريب العاجل من قيام مدنية إسلامية متماسكة تقصد إلى توطيد التكافل الاقتصادي بين أجزائها وقال أن السياسة الحميدية أخفقت في دعوتها للجامعة الإسلامية فانفضت عرى تلك الدعوة يوم ظفر أحرار سلانيك بإعادة الحرية إلى المملكة العثمانية وقال أن السياسة العثمانية الإسلامية الألمانية تهيئُ السلطان للتقسيم (كذا) والعقول لا تتصور كيف تتخلص من الانقسامات الجنسية لإيجاد فكرة وطنية.

فالفكرة الاقتصادية هي التي تهم العالم الإسلامي أكثر وهي بها اليوم يطالب المتغلبون كما تطالب مصر إنكلترا بقولها بأن منافع مصر يجب أن تكون لم صر وكذلك فعل الجزائريون بعد سبعين سنة من استيلاء فرنسا عليهم فقاوموا وهم لا يخافون بأس القوة يطالبون بأراضيهم التي استصفيت فعلى أوربا أن تتأكد قيام المسلمين بالجامعة الاقتصادية مما هو ماثل للعيان من حال إيران فإن أهلها يريدون أن يقاطعوا كل ما هو غير إيراني وأن يطبقوا القواعد المدنية والاقتصادية على الإسلام لتكون بلادهم لهم في اقتصادياتها ومشاريعها النافعة وهنا قال المؤلف بأن على أوربا أن تنظر المسلمين وجرائدهم التي تنفخ فيهم روح النهوض لترى كيف تخفق سياستها الاقتصادية فينادي لسان حالهم جميعاً بلاد الإسلام للمسلمين ونحن نقول إذا صحت هذه الأحلام والأوهام آمين.

منطق المشرقيين

والقصيدة المزدوجة في المنطق للرئيس أبي علي بن سينا

عنيت بتصحيحه المكتبة السلفية في القاهرة ص٨٣