[بين العرب والفرس]
من أشهر القصائد الاجتماعية العربية قصيدة لقيطو بن يعمر الأيادي ينذر قومه غزو كسري إياهم وكان لقيط كاتباً في ديوان كسرى فقطع لسان لقيط وغزا إياداً. قال ابن دريد في كتاب الاشتقاق الذي نشره سنة ١٨٥٤: ومن رجالهم لقيط بن معبد صاحب القصيدة التي أنذر بها إياداً لما غزتهم الفرسي وهي:
كتاب في الصحيفة من لقيط ... إلى من بالجزيرة من إياد
يعني جزيرة العرب وله قصيدة أخرى على العين مشهورة. وقد تيسرت لنا عدة مظان ومنها بعض مخطوطات فعارضنا القصيدة عليها منها هنا أصح الروايات وأضفنا إليها بعض زيادات وها هي بنصها المعجب:
يادار عمرة من محتلها لجزعا ... هاجت لي ألهم والأحزان والجذعا
تامت فؤادي بذذات الجذع خرعبة ... مرت تريد بذات العذبة البيعا
بمقلتي خاذل أدماء طاع لها ... نبت الرياض تزجي وسطه ذرعا
وواضح أشنب الأنياب ذي شر ... كالأقحوان إذا ما نوره لمعا
جرت لما بيننا حبل الشموس فلا ... يأساً مبيناً ترى منهما ولا طعما
طوراً أراهم وطوراً لا بينهم ... إذا تواضع خدر ساعة لمعا
يا أيها الراكب المزجي على عجل ... نحو الجزيرة مرتاداً ومنتجعا
أبلغ إياداً وخلل في سراتهم ... إني أرى الرأي إن لم أعص قد نصعا
يا لهف نفسي إن كانت أموركم ... شتى وأحكم أمر الناس ما اجتمعا
إني أراكم وأرضاً تعجبون بها ... مثل السفينة تغشى الوعث والطبعا
إلا تخافون قوماً لا أبا لكم ... أمسوا إليكم كأمثال الدبا سرعا
أبناء قوم تآووكم على حنق ... لا يشعرون أضر الله أم نفعا
أحرار فارس أبناء الملوك لهم ... من الجموع جموع تزدهي القلعا
فهم سراع إليكم بين ملتقط ... شوكاً وآخر يجني الصاب والسلعا
لو أن جمعهم راموا بهدته ... شم الشمايخ من ثهلان لا تصدعا
في كل يوم يسنون الحراب لكم ... لا يهجعون إذا ما غفى شجعا
خزر عيونهم كأن لحظهم ... حريق نار ترى منه السنا قطعا