للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[القدس وتواريخها العربية]

اشتهرت مدينة القدس الشريف بآثارها الدينية وموقعها وقل من عرف عناية المؤلفين بتواريخها ولا سيما مؤلفو العرب فلذلك وضعت فذلكة في مختصر تسميتها وأسماء المؤلفين في شؤونها منهم تذكرة للمطالع الكريم فأقول: عرف فذكرها قدماء العرب هذه المدينة لما انصلوا بجوران وعجلون وتلك الضواحي الأعشى شاعرهم باسم أورشليم في قوله:

وقد طفت للمال آفاقه ... عمان فحمص فأوريشلم

فحرف الاسم لضرورة الوزن. اما الفرزدق بعد فذكرها باسم ايلياء في قوله:

وبيتان بيت الله نحن ولاته ... وقصر باعلى ايلياء مشرف

وتابعه أعرابي فقال:

فلو إن طيرا كلفت مش سيره ... إلى واسط من أبلياء لكلت

سما بالمهاوي من فلسطين بعدما ... دنا ألفيء من شمس النهار فولت

وذكرها مروان باسم (بيت المقدس) بالتخفيف فقال:

قل للفرزدق والسفاهة كإسمها ... إن كنت تارك ما أمرك فاجلسي

ودع المدينة أنها محذورة ... والحق بمكة أو بيت المقدس

وذكرها ابن حجر العسقلاني باسم البيت المقدس بالتشديد في قوله مورياً ومتفشياً

إلى البت المقدس جئت أرجو ... جنان الخلد نزلاً من كريم

قطعنا في مسافته عقاباً ... وما بعد العقاب سوى النعيم

وما اسم القدس فلم تعرف به إلا في العصور المتأخرة على أقدم من ذكرها به المطران سليمان الغزي أسقف غزة الشام في نحو القرن الربع عشر للميلاد في قوله

أيدعوك للقدس الخيال الذي يسري ... فهل لك في ترك الزبارى من عذري

هذا ما ذكره الشعراء في أسماء هذه المدينة الشهيرة في التاريخ منذ عهد بعيد وفيها إلى اليوم من الآثار الدينية والتاريخية ما يحتاج في وصفه على مجلدات حتى كثرت عناية المؤلفين بها من مشارقة ومغاربة وأعراب وأعجام. على أننا أفردنا الآن بالذكر من ألف فيها من العرب مما هو مشهور في المكتب والأسفار ذكر العرب القدس في كتبهم الكثيرة في ألفتوح والتواريخ والمعاجم الجغرافية والرحلات وأشاروا إلى تواريخها وما تقلب عليها