من المخطوطات المضنون بها عند الدروز السجل الذي كتبه حمزة بن علي هادي المستجيبين وكان سبباً لثورة الأفكار في مصر حتى هرب منها ونزل سورية ونشر بها العقيدة الدرزية وهو أكبر القائلين بإلوهية الحاكم وهاك بعض فصول منوعة تفيد مطالعتها في تمثيل حالة هذا القوم ننشرها بحرفها. وهذا السجل هو مقالات منوعة في أغراض شتى فمن مقالاته مقالة: خبر اليهود والنصارى وسؤالهم لمولانا الإمام الحاكم بأمر الله أمر المؤمنين صلوات الله عليه من شيءٍ من أمر دينهم باعتراض اعترضوه فيه إنكار أنكروه عليه والجواب على ذلك بما اختصهم من القول وأسكتهم وانصرفوا مقهورين والحمد لله رب العالمين بسم الله الرحمن الرحيم حدث من نثق به ونسكن إلى قوله مع إشهار الحديث في ذلك الوقت أنه حضر في موقف من مواقف الدهر وصاحب العصر مولانا الإمام الحاكم بأمر الله أمير المؤمنين سلام الله عليهم حسب ما كان يقف على من سلم عليه فذكروا أنهم من أهل الذمة وأن لهم حاجة وأنهم يهود ونصارى فقال عليه السلام قولوا حاجتكم فقال نسأل حاجتنا إذا أمنتنا على نفوسنا فقال إن طلبة الحوائج لا تحتاج إلى أمان فقالوا هي حاجة صعبة وسؤال عظيم فقال عليه السلام اسألوا فيما عسى أن تسألوا ولو كان في الملك
قالوا: يا أمير المؤمنين ما هو شيءٌ يتعلق بأمر الدنيا وإنما هو شيءٌ يتعلق بأمر الدين وخطر عظيم فإن آمنتنا على أنفسنا ذكرناه وسألناك عنه وإن لم تأمنا سألناك العفو وانصرفنا آمنين فعد لك وأمنك قد ملآ الغرب والشرق وعطاؤك وجودك دق غمرا جميع الخلق.
قال عليه السلام: اسألوا عما أردتم وأنتم آمنون بأمان الله تعالى وأمان جدنا محمد وأماننا لا منكوث عليكم في ذلك ولا متأول. قالوا: يا أمير المؤمنين إنا الذي نسألك عنه خطر عظيم وأمر جسيم وأنت صاحب السيف والملك ولا نشك في أمانك ولكننا نخشى من سفهاء الأمة. قال عليه السلام: قولوا وأنتم آمنون من جميع الناس والأمة. قالوا: يا أمير المؤمنين أنت تعلم أن صاحب الشريعة الذي هو محمد بن عبد الله الرسول المبعوث إلى العرب الذي لهجرته كذا وكذا سنة وذكروا عدد السنين التي لهجرته إلى تلك السنة التي خاطبوه فيها أنه حين بعث إلى العرب وجاهد سائر الأمم لم يسمنا الدخول في شريعته إلا أنا اخترنا ذلك بلا إكراه وأداء الجزية ولم يكلفنا إلا هذا وكذلك كل واحد من أئمة دينه وخلفاء مذهبه ومتفقهي