وأنت ترى الضعف بادياً في هذه الأبيات وكان عَلَى المعرب أن يعرب المعنى ويكتفي به أو يدفع المعرّب بالحرف إلى شاعر كبير يعربه له بنظم سلس لا غبار عليه فإن الشعر كالموسيقى والخطاب العام والتصوير لا يستحب فيه إلا المفرط في الإجادة كما قال لابروبير العالم الفرنسوي في مقدمة كتاب الأخلاق.
ثم أن المعرب أقحم عبارات في متن الكتاب ليست منه كما فعل في صفحة ١٠١ فوقف موقف المؤلف وعدد الكتب التي يجدر بالفتى العربي أن يتلمسها ثم أقحم جملة فيمن وقع اختياره عليهم من رجال العصر الحاضر ومن الشعراء الغابرين والمعاصرين ومن المؤرخين القدماء والمحدثين فهذا الإقحام غير محمود خصوصاً والقارئ يجب أن يرى ما يقول المؤلف فقط أما المعرب فإذا كان له فكر خاص فما عليه إلا أن يؤلف رسالة خاصة في الموضوع تكون أوقع في النفس لأنها تعرب عما خصصت له إذ ربما تغير حكمه الذي أصدره اليوم غداً أو بعد غدٍ وهذا لا يجوز في كتاب الخلاق يتداوله الناس الجيل بعد الجيل.
وقد رأينا الكلام مخطوماً (ص٢٦٢) عند كلام المؤلف عَلَى العرب ودنيتهم اكتفى المترجم بوضع بعض أصفار دلالة فيما نحسب عَلَى أن هناك جُملاً لم ينقلها وكان الأولى أن تعرب بالحرف ليطلع عليها القارئ وإذا رأى المعرب أن المؤلف خرج حقيقة عن الصدد يذيل عليه مما يعلم في أسفل الصحيفة فإنة الأمانة تقتضي بأن ننقل الكتاب برمته وإلا فيسمى