كلما زادت المنافسة بين أهل بلد أو قطر أو مملكة نجم عن ذلك فوائد كثيرة وكلما نافس أهل مملكة مملكة أخرى أو جنس جنساً آخر عاد من ذلك الخير على المنافِس والمنافَس. مثال ذلك الجرائد في هذا القطر فقد كان يصدر فيه منذ عشرين سنة جريدتان أو ثلاث وإداراتها لا تكاد تقوم بالضروري من نفقاتها فلما أنشئت جرائد أخرى قال الناس أن الجديد منها يسقط القديم ولكن لم يلبث الجديد أن خدم القديم بعد أن مهد السابق للاحق السبيل.
ومنذ ربع قرن لم يكن في مصر سوى جريدة يومية واحدة وهي الأهرام وكان قراؤها لا يتجاوزون الألفين فأصبح اليوم فيها اثنتا عشرة جريدة يومية وقراؤها يعدون بالألوف وهي الأهرام والمؤيد والمقطم واللواء والظاهر ومصر والوطن والجوائب المصرية والأمة والبصير والشرق والمنبر. صدر هذا المنبر في الشهر الماضي بالقاهرة لصاحبيه الكاتبين الفاضلين محمد أفندي مسعود وأحمد حافظ أفندي عوض وهما مشهوران بتحرير المؤيد أعواماً طويلة فجاء منبرهما في موضوعه وتنسيقه دليلاً على سلامة ذوقهما وبعد نظرهما في الأبحاث الاجتماعية والسياسية فنرحب به ونتمنى له انتشار الكلمة والتأثير الحسن في نفوس قرائه.