ابنه محمود وأحمد بن محمود الغنزوي صاحب المقدمة العزنوية مات في عاشر رجب سنة سبع وثمانين وخمسمائة ودفن بظاهر حلب عند قبر زوجته فاطمة ابنة صاحب التحفة الفقهية العالمة والدعاء عند قبرهما مستجاب قال الجامع قال علي القارئ أنه مصنف البدائع الكتاب الكامل الجليل والسلطان المبين قيل وسماه المعتمد ومن شعره:
سبقت العالمين إلى المعالي ... بصائب فكرة وعلو همه
ولاح بحكمتي نور الهدى في ... ليال بالضلالة مدلهمه
يريد الجاهلون ليطفؤوه ... ويأبى الله إلا أن يتمه
وتفقه علي أحمد بن محمد السمرقندي وقرأ عليه معظم تصانيفه وزوجه شيخه ابنته فاطمة وقيل أن سبب تزويجها أنها كانت من حسان النساء وكانت حفظت التحفة لأبيها وطلبها جماعة من ملوك بلاد الروم ولما صنف صاحب الترجمة البدائع وهو شرح التحفة وعرضها على شيخه ازداد به فرحاً وزوجه ابنته وجعل مهرها منه ذلك فقالوا في عصره شرح تحفته وتزوج ابنته وأرسل صاحب البدائع رسولاً من ملك بلاد الروم إلى نور الدين محمود بحلب وكان قبل ذلك قدم الرضا السرخسي صاحب المحيط إلى صاحب فولاه نور الدين الحلاوية وأتقن عزله فولاه نور الدين الحلاوية فتلقاه الفقهاء بالقبول. وقال ابن العديم سمعت ضياء الدين الحنفي قال حضرت الكاساني عند موته فشرع في قراءة سورة إبراهيم حتى بلغ قوله تعالى (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت) فخرجت روحه ودفن عند زوجته داخل مقام الخليل بظاهر حلب والدعاء عند قبريهما مستجاب ويعرف عند الزوار في حلب بقبر المرأة وزوجها انتهى قلت إن الأشعار التي نسبها إليه وقد نسبها حسن جلبي في حواشي التلويح إلى الحكيم عمر الخيام والله أعلم. ونسبته إلى الكاساني بالكاف ثم الألف ثم النون بلدة وراء الشاش ذكره السمعاني وقد يقال في نسبته الكاشاني بالمعجمة بدل المهملة وفي مشتبه النسبة للذهني قاسان بلد كبير بتركستان خلف سيحون وأهلها يقولون كاسان وكانت من محاسن الدنيا خربت باستيلاء الترك عليها ومنها العلامة علاء الدين الكاساني من أئمة الحنفية بدمشق (صوابه بحلب) أيام الملك نور الدين انتهى.
قال العلامة ابن عابدين في حاشيته على الدر المختار في أوائل باب الطهارة ما نصه: هذا الكتاب (أي البدائع) جليل الشأن لم أر له نظيراً في كتبنا.