قيمتها الحقيقية تهت عجباً ولم تعد حياة تاجر في الهند تطيب لي فبعت مقتنياتي وعدت إلى الولايات المتحدة آملاً بأن أقطع الحجر وأبيعه بأغلى ما يتيسر لي.
فسأله نكارتر وهل تقطن في كولورادو؟
ـ لا، إنني لم أقطن في مدينة بعد لأنني لم أترك الهند منذ أكثر من شهر وقد جئت من بوسطون إلى كولورادو.
قبل أن أنزح إلى الهند أقمت عدة سنوات في هذه البلدة عساني أوفق إلى حشد ثروة فاتخذت أصدقاء كثيرين وفي هذه الآونة لم يسمح لي قلبي أن أمر في مقاطعة كولورادو دون أن أذهب لزيارة أصدقائي القدماء.
وحين نمي إليّ أن اثنين منهما يقطنان هذه المدينة ألقيت فيها عصا التسيار.
وقد مضى على هذا أسبوع وفي اليوم التالي من وصولي دعوت صديقيَّ إلى العشاء في الفندق فلبّيا دعوتي وخصصت غرفة لنا فقط و. . . إن هذه لصدفة عجيبة أننا كنا جالسين في هذه الغرفة عينها ذلك اليوم المشؤوم.
فقال البوليس إن الأمر ذو شأن خطير، إنك ولا ريب أريت الحجر الكريم إلى أصدقائك.
ـ نعم وأسفاه.
ـ إذن فأخبرني بالتدقيق عن المدعوين الذين حضروا العشاء.
ـ حباً وكرامة، كانت المنضدة الطاولة موضوعة في الزاوية حيث يجلس المسيو باتسي الآن، وكان الخادم قد وضعها أولاً في وسط الغرفة كما ترونها الساعة ولكنني نقلتها من موضعها لأنه كان يمكن القاطنين في الجوار أن يروا كل ما نفعله لو بقيت المنضدة في محلها فغيرت وضعها وجلست قرب هذين الزرين اللذين تراهما في الحائط وأنت تعلم أن الذي دعاني إلى وضع المنضدة هنا قصصته عليك لأنك تود أن تعرف كل ما جرى بالتفصيل وعندما وصل أصدقائي الثلاثة نهضنا إلى المنضدة.
فقاطعه نيكارتر وقال له هل كانوا ثلاثة إنك لم تذكر لي حتى الآن سوى اثنين منهما.
ـ هذه هي الحقيقة ولكن واحداً منهما أحضر معه شريكه الأعمى فجلست قرب الحائط حتى يسهل عليّ استدعاء الخادم بتحريك اللولب وجلس أمامي كراب الرجل الأعمى وكان عن يميني شريكه ماتيو وعن يساري صديقي المدعو دونلسون.