شغله إلى قضاء أوطاره من اللذات والسماع المحرك لقوى النفس والنظر إلى الصور الجميلة والاستجداد منها ليكون أشغل لقلبه وأغلب على فكره والآن من طباع صاحب هذا العرض أن يكون ملولاً ومما يستعان به على صرف هذا الفكر الجليس الذي يثق به ليعرفه بطلان ما يتخيل له من الفكر الرديئة وإذا علم من نفسه أن هذا خلق وقع له بالطبع الأقدم والمزاج الأول كان أخف لغائلته وأقل الاشتغال سره به ومما يزيل كثيراً من الاستشعار التعويل على صناعة النجوم وما تشهد به من السلامة فإنها صناعة شريفة قد استعملتها الأمم المتباعدة البلاد واتفقوا مع اختلاف ديارهم على صحة أصولها وتجربة فروعها فلا يجوز أن يكون اتفاقهم عليها باطلاً بل عن وحي لا يكذب أو إلهام لا يبطل ويجب أن يفكر في أن الله عز وجل لما أراد عمارة الدنيا جعل أسباب العطب ودواعي البقاء والنجاة أقوى من دواعي الانحلال والبوار وهذا أمر موجود بالمشاهدة فإنا نرى ذوي السلامة أكثر من ذوب العاهات والزمانة، فيكون هذا الفكر أميل به عن الخوف إلى الرجاء وبالله التوفيق وحسبنا الله ونعم الوكيل وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.