اشتمل عليه خارج المدينة من القرى والجنات والجهات قال في احضاء بيوتها: وتذهب هذه الغروس المغروسة قبلة ثم يفيض تيارها إلى غرب المدينة وقد كثرت بها الجبال الشاهقة والسفوح العريضة والبطون الممتدة والاغوار الخائفة مكللة بالأعناب غاصة بالادواح متزاحمة بالبيوت والابراج بلغ إلى هذا العهد عدها في ديوان الحرص إلى ما يناهز أربعة عشر الفا نقلت ذلك من خط من يشار إليه في هذه الوضيعة. وقال في فصل آخر: ويحيط بما خلف السور من المباني والجنات في سهل المدينة العقار الثمن العظيم الفائدة المتعاقب الغلة الذي لا يعزفه الحمام ولا يفارق الزرع من الأرض البيضاء ينتهي ثمن المرجع منها إلى خمسة وعشرين ديناراً من الذهب العين لهذا العهد فيه مستخلص السلطان مايضيق عنه نطاق القيمة ذرعاً وغبطة وانتطاماً يرجع إلى دور ناجمة وبروج سامية وبيادر فسيحة ومصاب للحمائم والدواجن ماثلة منها في طوق البلد وحمى سورها جملة. . . إلى أن يقول بعد ذكر القرى والدساكر: أن أكثر هذه القرى امصار فيها ما يناهز خمسين خطبة تنصب فيها لله المنابر وترفع الايدي وتتوجه الوجوه. وجملة المراجع العلية المرتفعة فيها في الأزمنة في العام بتقريب ومعظمها السقيا الغبيط (اغبط النبات غطى الأرض وكثف وتدانى كانه من حبة واحدة) السمين الغالي ما ينيف على اثنين وستين الفا وينضاف إلى ذلك مراجع الأملاك السلطانية ومواضع احباس المساجد وسبل الخير ما ينيف على ما ذكر فيكون المجموع باحتياط خمسمائة الف وستين الفا والمستفاد فيها من الطعام المختلف المجلوب للجانب السلطاني ثلاثمائة الف قدح ويزيد ويشتمل سوادها وما وراءه من الارحاء الطاحنة بالماء ما ينيف على مائة وثلاثين رحى الحقها جناح الأمنة ولا قطع عنها مادة الرحمة بفضله وكرمه.
وقال في وصف أخلاق أهل ذاك القطر وعاداتهم وملابسهم: فتبصرهم في المساجد أيام الجمع كانهم الازهار المفتتحة في البطاح الكريمة تحت الاهوية المعتدلة. وذكر أصولهم وانسابهم وجندهم واسلحتهم ثم قال: وأعيادهم حسنة مائلة إلى الاقتصاد والغنى بمدينتهم فاش حتى في الدكاكين التي تجمع صنائعها كثيراً من الأحداث كالخفافين ومثلهم واشار إلى طعامهم وفواكههم وصرفهم (سكتهم) فقال ما نصه: وعادة أهل هذه المدينة الانتقال إلى حلل العصير اوإن إدراكه بما تشتمل عليه دورهم والبروز إلى الفحوص بأولادهم وعيالهم